يدعوك العقل إلى التوخي من حادثات الزمن، ونوائب الدهر، وتحييد المجهول لما يعقله ويمنطقه بحسابات العقل المحدود وبطرائق معدودة في مجملها ... بينما هي لا نهاية لها في إحصائها ... فالعقل أحياناً قد يقف عاجزاً عن أبسط الأمور فهماً ... بينما يتوسع تفصيلاً في معطيات بعض الأشياء العسيرة على الفهم ... لمحاولة إيجاد الحلول المتعددة لها ... وبالتالي هل لنا أن نقول: إن محدودية العقل في اتساع مدركاته؟ أم أن اتساع العقل في محدودية مدركاته؟
قد تكون هذه الإشكالية جدلية الأطراف، فالعقل قد يناور كثيراً بمعطياته اللا محدودة، وبمدركاته التي يكتسبها يوماً بعد يوم للوصل إلى نتيجة قد يرتضيها الآخرون، وتلاقي استحساناً لديهم ... ولكنها أثناء تفعيلها لا تلاقي نجاحاً، وبالتالي يقع العقل ضحية " خداع المدركات" .... فالمدركات هائلة التكرارات والتعدادات، ولكنها محدودة النتائج .... بالرغم من تعدد احتمالاتها وبدائلها .... وهذا ما نسميه (المخادع المدرَك) .... وقد يقع العقل فريسة إدراكاته المحدودة ... ويصل إلى احتمالات ضعيفة التعددية ... نتيجة لمحدودية المدركات العاملة في العقل .... فيقف الإنسان عاجزاً عن تحقيق ما يصبو إليه من بدائل ... وقد لا ترضي الفئة الغالبة من العقول المحيطة به ... ولكنها تحقق نجاحات منقطعة النظير ... بالرغم من محدودية مدركات العقلية المنتجة لها .... وما ما نسميه بـ (المدرَك المخادع) ....
فهل معنى هذا أن الإنسان ذا المدركات المحدودة هو الأكثر قدرة على توظيف المدركات وتفعيلها؟ أم أن اتساع المدركات يفتت الطاقة العقلية .... فيقضي على الوظيفة التفعيلية لمدركاته؟
التعليقات
لكنني أرى الحل في سؤالك المطروح هو التوازن والتعادل بين الأمور
فعلا .. أحيانا بل غالبا التركيز في الأمر مع المدركات المحدودة تعطي نتيجة أكبر وأنجح
وبالمقابل المدركات الكثيرة أمام العقل البشري المحدود يفقد السيطرة والاستنتاج
لكن قد تكون بعض القدرات العقلية تتميز بأداء أفضل لدى توافر المدركات الكثيرة المطروحة أمامها
ولا يشتتها هذا الوضع
ولله في خلقه شؤون
هناك كتاب جميل يعالج بعض ما ذكرته انصحكم بقراءته فهو ينشط العقل للتفكير
اسمه (التعادلية مع الإسلام ) لتوفيق الحكيم
موفقين دوما
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة