وشوشة قبل البدء:
يقول المُستشرق الشهير"جب" في متن كتابه إلى أين يتجه الإسلام؟ :
(( إنّ الحركات الإسلامية لا ينقصها إلا الزّعامة, لا ينقصها إلا صلاح الدين من جديد )).
"ديشاريا، ديشاريا"*..صيحة ساخنة أطلقتها قوارير حزب الحمائم البيض التركي العلماني, اللواتي سرعان ما تحولن إلى صقورٍ سود, بعد ولوج النائبة التركية " مروة قاوقجي" المُرشحة عن حزب الفضيلة الإسلامي, إلى ساحة البرلمان التركي بثقةٍ فائقة, وذلك بعد فوزها عن إحدى الدوائر الإنتخابية في العاصمة " استانبول", لإعلاء الصوت الإسلامي الحق, وإحياء دولة الإسلام الموؤودة هناك بفعل أحد أبواق بني عُلمان " كمال أتاتورك ", ولجت إلى قبة البرلمان وهي تتزّيا برمزٍ إسلامي, هدهد قوى العلمنة المُستشرية هناك, وزلزل تجمعهم, وبعثر صفوفهم, حتى أن رئيس الوزراء التركي قال حينها بحنقٍ شديد " العلمانية في خطر..فلتخرج هذه النائبة من البرلمان"!
دخلت الفُضلى " قاوقجي" بحجابها, وهي تحمل تاريخاً يمتد إلى 75 عاماً, من صراع الهوية في تركيا, بين أُناسٍ مازلت تحمل أرواحهم المُزهرة شيئاً من رفات الخلافة الإسلامية المجيدة, وآخرين مُتسلقين بحبال العلمنة المهترئة إلى ما يُسمى بدولة الحضارة الهشّة.
كان الإيشارب الذي ترتديه, بمثابة الصفعة الحضارية, بوجه العلمانية, التي تدلل على أن " الشعب التركي, وان تعرضت مقدساته الإسلامية إلى إستلابٍ علماني شنيع, فالإسلام يجري في دمائهم مجرى الماء النّمير في الغدير, ولابدّ للقوة الإسلامية من صحوةٍ بعد كبوة ", قد يُنظر إلى الحجاب, على أنه خرقة حريرٍ ناعمة, لا دخل له بثورة, ولا بحركة, ولكن حجاب قاوقجي كان كافياً حينها, لخلخلة برلمانٍ بأكمله!, بل و إثبات للعالم أجمع: " بأن المرأة المُسلمة, مع التزامها باللباس الشرعي, واصطباغها بالسّمت الإسلامي, تستطيع أن تُجابه أعتى التيارات الفكرية الضاريّه"
قد يستفهم القارىء الكريم, ما علاقة تلك التي الحادثة التي أثارت زوبعة إعلامية وصخباً سياسياً في وقتٍ من الأوقات, بحال الأمة اليوم؟.
باقتضابٍ شديد: إنّ الناظر في شؤون بعض الناشطات في العمل الإسلامي بمُجملِ تعريجاته من أجل صحوةٍ إسلامية راشدة, تعتريه الشجون !..لماذا؟
لسيادة الفهم المغلوط لدى البعض حول طبيعة عمل الناشطة في الحركة الإسلاميه, بأنها حتى تخوض غمار العمل, لابد وأن تخترق شيئاً من الضوابط الشرعيّه التي تنتزع منها السّمت الإسلامي, وبذلك تنفلت في الميدان, تحسب أنها تحسنُ صنعاً, وهي لا تعلم بأنها تُغبش صورته !, وقد قالها مهندس الحركات الطلابية الإسلامية أ.مصطفى أحمد الطّحان في متن كتابه " شخصية المُسلم المُعاصر "
((إننا نرفض انفلات المرأة كما نرفض انحباسها و نُريدها عنصراً فاعلاً حراً مسؤولاً داخل الأسرة و خارجها,
يبني و يُعمر و يتعلم و يُعلّم في إطار الفضيلة و الأخلاق الإسلامية الرفيعة.))
وشوشة أخيرة:
يا أمتي صبراً
فليلكِ كاد يسفرُ عن صباح
لابدّ للكابوس أن ينزاح عنّا أو يُزاح
والليلُ إن تشتّد ظلمته
نقولُ الفجر لاح !
" د.يوسف القرضاوي "
دعوة للقراء:
قراءة كتاب " ديمقراطية بلا حجاب ", لمروة قواقجي التي سطّرت مُذكراتها بأريحيّةٍ تامة, عبر وريقاته اليانعة.
_______________________________
* ديشاريا..ديشاريا تعني (( إلى الخارج..إلى الخارج باللغة التركية )).
التعليقات
عقل رجل حتى تترفع عما يشغل عقول غالبية نسآء هذا العصر من تفاهات وسطحيات فارغة
وقلب امرأة حتى لا ينظر اليها زوجها بأنها فقدت صلاحية كونها زوجة عند دخولها لتلك الميادين
معادلة صعبة من الصعب إيجادها
تحياتي
حديث ذو شجون !!
كلمة واحدة اريد ان اقولها.. من يًًُُُِقدر كلماتك و يفهمها والاهم يطبقها !!
تجدين الرجل يشجع دور المرأة العاملة لخدمة دينها و مجتمعها .. و ينادي بذلك في مختلف المحافل !
لكن عندما تكون اخته او زوجته او ابنته يكون هناك رفض تام من باب المثل الكويتي ( الباب الي ايي منه الريح سده و استريح ) !
و لله الحمد اننا نعيش في كنف اسرة تقدر و تفهم و تطبق
-----------------
تعليق بسيط على رد الاخ صالح الشاعر :
كلمتك ان النساء يجب ان يكن بعقل الرجل و فسرتها كي تترفع عن التوافه و السطحيات نرفضها رفض قاطع ..
فنحن نحتاج الى عقل المرأة كمرأة ..
فهناك ايضا من الرجال من يفكر بتوافه الامور!
فهذا ليس حكرا على المرأة فقط !
و نحن نحتاج بان ننهض بجميع العقول سواء رجال او نساء لخدمة هذه الامة و هذا الدين ..
عجبت من قوة الأسلوب ووضوح العبارة وبلاغة القلم ، وازداد عجبي بعد أن عرفت عمر الكاتبة المبدعة سارة العسكر..
سارة العسكر أتت لتقول للناس أن الفتاة المسلمة قادرة على الإبداع....
أختي مزيدا من التفوق والتميز
في رأيي أن فلسفة الحجاب ليس مجرد قطعة قماش توضع على الرأس أو لباس يستر البدن فقط بل هو -أساسا- سوء مضروب على المرأة لحمايتها من المتطفلين -وما أكثرهم في زمن الإستباجة- ظاهره الحياء وباطنه الإيمان بدورها في هذه الحياة. أضف عليه أن الحياء موجه للطرفين وليس لطرف دون الأخر لصلاح الدين والدنيا.
للأسف أعتقد أن هذه النظرة غائبة نوعا ما نتيجة للصورة الذهنية الخاطئة عن المرأة.
أختتم تعليق علي ما سبق من تعليقات: الرجل غير المرأة ليسوا سواء لذا فعقليته غير عقليتها لكن لا يعني هذا أنها أقل منه بل يعني أنه لصلاح الحال يجب ألا يحكم كل منهما على الأخر بعقليته هو بل بعقليه الأخر كما أزبدت وارغيت سابقا
وختاما: الرجل والمرأة ليسا سواء لذا الخطأ الشائع أن كل يحكم على الأخر من وجهة نظره هو/هي والصحيح أن يتفهم الطرفان الإختلافات كما أزبدت وأرغيت سابقا.
أطلت إذا فلأصمت
ذلديه ومحاربة الإسلام والمسلمين بمافيها الحجاب وهم يريدون السيطرة بين يديهم فلذلك حوربت قاووقجي
ولقت كل عنت وظلم وتعسف ظلمت باسم الحرية ظلمت باسم العلمانية الظالمة المجحفة التي اففتن بها بعضٌ
من بني جلدتنا فاوردتنا وماتزال الى المهالك وقانا الله منها
إنها الموازي المقلوبة والإهتمامات المُنكسة على رؤوسها لمجتمعنا وللأسف ..
أما بخصوص عمل المرأة السياسي , فهذا حمل ٌ لا تقوى عليه إلا القليل من بنات حواء , إنهن صفوّة مَنّ الله عليهن بالأسرة المتفهمة , والعقل الراجح , والوقت المُبارك فيه للتوازين بين الأسرة والعمل ..
نحن بحاجة لنساء مميزات وقادرات على البذل والعطاء لعدة أسباب :
أولها أن المجتمع لا ينهض , والتغيير لا يحدث بيد واحد , لابد من وجود سواعد إنثوية تشد على السواعد الرجولية في القيام بهذه المهام
ثانيًا : لأننا بحاجة لقدوات من النساء معاصرات وتدب فيهن الحياة أمانا , ليكُن قدوات لبنات الجيل , ويحَلن محل النجوم الآفلة التي إمتلأت بها سماؤنا .
ثالثًا : لأن المرأة لديها طافات وامكانات تفوق الرجل من نواحٍ معينة , فهي أقدر على التخطيط لما ينفع المجتمع من الناحية الاجتماعية والأسرية , وتقديم الاستشارات في هذا الخصوص
والأمر الأهم الذي أشدد وأحرّص عليه كلما تحدثت في مثل هذا الموضوع , أن المرأة مكانها الأساسي في بيتها , فإن أعطته حقه , وأدت جميع واجباتها بداخله اتجاه الزوج والأبناء , جاز لها الخروج والعطاء في المجتمع , وإن قصرت داخل أسوار منزلها , فلن نأتمنها على مجتمعنا ولا نحتاجها فيه !!
البون شاسع بينهما وهو أحد مشاكل مجتمعاتنا وهي أن الخاص أصبح عاما والعام أصبح خاصا وأعتقد أن في هذا هو عين (الإهتمامات المنعكسة) التي ذكرتها أختنا "إيلاف الريّش" في تعليقها السابق على تعليقي.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة