التعليقات
أبارك الفكر الواعي الذي يقف من وراء هذه اللوحة البيانية المعبرة بالسخرية المريرة..
ننتظر المزيد يا أخي
د.عبد المعطي الدالاتي
تشرفت كثيرا بإطلالتكم الجميلة
وسعدت بتعليقكم الكريم كما سعدت كثيرا بقراءة أشعاركم المعبرة
لكم مني أطيب التحايا وأعذب المنى
لكنك أخي جاسم قد حشدت لمقالتك مجموعة ألفاظ تنم عن التجريح و الحط من شأن المرأة و توحي بأنها انفعالية و غير عقلانية . فلقد بدأت بتشبيههك الدفاع عن حقوق المرأة السياسية باصطفاف الناس خلف من يعقد رباط حذائه و ليتك قلت يصلح هندامه . و سفهت أحلام من يدافع عن حقوق المرأة و اتهمتم ب : التسرع في اتخاذ مواقف وتبني أطروحات دون النظر والتأمل في حقيقة الامور ودرسها بروح موضوعية حيادية تنعتق من ربقة الانقياد غير الواعي لموقف الاكثرية . ثم انتهيت برفضك الكامل لرأي المرأة و قد قبل به رسول الله صلى الله عليه و سلم في وقت عصيب جداً يوم الحديبية ، و قد أنقذ الله برأي هذه المرأة المسلمين من عصيان الرسول .
و لو استعرضنا المفردات التي استخدمتها لخلناها خاصة بمشهد مولد أو سوق شعبي في فيلم مصري رديْ . :كالصخب الدائر الثائر ، و ضجة الصراخ و العويل ، و التشنج و الردح العصابي ، و علا الصرح و احتدم الوطيس ، سباق التباهي و التفاخر ، و انتهاءا بصيحات الموضة و العطور الباريسية ، و التي تشعر بمرور سنيورة شيك في نهاية هذا المشهد البلدي . و لا ينقص إلا أن تصور بجانب ذلك مشهد شد الشعر في برلمان النسوان تعقبه استراحة لعروض الأزياء أو للشيف رمزي . و يحتاج هذا لمقابلته بمجلس النواب من الرجال ، و قد علتهم السكينة و الوقار ، ينطقون بالحكمة و الحق المبين ، و يذكرون الله في كل حين ، و تنسكب العبرات من مآقيهم في صمت ، و الجلال لهم سمت ، لا يعرفون النفاق و لا يجاملون الرفاق ، يتمسكون بهدي السماء و لا يهزون الرؤوس و يرفعون الأيدي بغباء .
و بعيداً عن هذه المداعبة اسمح بثلاث كلمات :
1- كوننا لا نتمتع بحقوقنا السياسية لا يبرر لنا التشريع لحرمان المرأة منها .
2- كثيرات من النساء لا تهتم بالسياسة ، لكن لا يجب حرمان من امتلكت المؤهلات و كانت لديها المقدرة و الرغبة من ممارسة حقوقها السياسية لمجرد كونها امرأة .
3-هؤلاء النسوة هن أمهاتنا فلما نصغّر من شأنهن ( نصف العرب تحت الخمسة عشرة عاما ) . و كيف نربي أجيالنا على العزة و ننتقص من شأن الأمهات .
أشكرك ابتداء على إثرائك الحوار بمشاركتك الكريمة غير أن هناك أمورا لا بد من توضيحها:
1- الطرفة الرمزية التي ذكرتها كانت للتنبيه على خطر التقليد والانجراف خلف الأكثرية دون وعي وتأمل,ولذ فأعتقد أن مناقشة التفصيلات التي احتوتها الطرفة كقضية الحذاء وأسقاطها على الموقف الخاص بالكاتب من القضية هي مسألة بعيدة بالكلية عن قضية الحوار الأساسية لأنني باختصار رويتها كما سمعتها ( وبتفاصيلها!) قبل عقد من الزمان!
2- تصوير معارضي الزج بالمرأة في الصراعات السياسية بأنهم أعداء محتقرون لها فيه قدر كبير من الحيف و التجني ,لأن كثيرين ممن نصبوا أنفسهم أنصارا لتحرير المراة لم يشغلوا أنفسهم إلا بتجريدها من الحجاب ودفعها إلى التبذل والتفسخ ,وومع الأسف أن هذه النظرة تتعمق لدى النساء بسبب الشحن الإعلامي المتواصل في هذه القضية,وأربأ بمثلك أن ينضم إلى هذا الركب!
3-لا ادري كنت مطلعا على المشهد السياسي في الكويت حول هذه القضية,وعلى طبيعة النقاشات الدائرة وما يصاحبها من تجريح وتسفيه وابتذال ,وأحسب أنك لو اطلعت على شيء من ذلك لعذرتني في وصف ما أسميتَه في تعليقك بالمولد .
4- المرأة التي أحترمها وأقدرها وأقف لها إجلالا وتعظيما هي تلك الخفرة الحيية التي لا تزاحم الرجال ولا ترفع صوتها بحضرة الأجانب إنها تلك التي تحسن تربية أبنائها والقيام بشؤون زوجها وبيتها لا تلك التي تنشغل بالسياسة عن واجباتها الأساسية فتهمل بيتها وتكل أطفالها للخدم الأغراب وتظهر أمام الناس بصورة مسترجلة فتفقد فيض انوثتها ورقتها بدعوى السياسة ونضالها.
5- وهي جوهرية للغاية وتتمثل في الموقف الشرعي من فكرة الديمقراطية أصلا :هل يتم التعامل معها باعتبارها غاية مشروعة أصيلة أم من باب المصالح والمفاسد الذي تفرضه(ضرورة) التعامل مع الخيارات المتاحة في الواقع ,أخشى ما أخشاه أن الاندفاع نحو (شرعنة)الديمقراطية عبر تسمية (حقوق المرأة) سينسي الناس أن الديمقراطية شريعة قوم لم يجدوا ما يحتكمون إليه غير حكم الأغلبية !أما نحن المسلمون فلدينا ما نحتكم إليه (شرع ربنا المنزل),والقصد أن لا نتجاوز هذا المشكل بسبب الاندفاع الحماسي لمعالجة هذه القضية.
6 - تفريعا على المشكل السابق :هل سيعدل صوت الرجل صوت امرأتين قياسا على الدية والشهادة !وحتى الشهادة فإنها مقصورة على القضايا المالية ومشترطة بضميمة شهادة رجل,فهل نطبق على تصويت المرأة حكم الشهادة المالية فننصّف صوتها ,أم نغلّب على مجال السياسة أحام الجنايات والحدود فلا نقبله بالكلية ؟ ثم ما حال الضوابط التي يضعها مؤيدو المرأة من الشرعيين كعدم الاختلاط والتبرج ...الخ هل ستتحقق على الواقع أم انها مجرد ذر للغبار في العيون حيث ستنهار تلك الضوابط كما انهار خيالٌ من هوى ,وتغدو تلك الضوابط المغرقة في الخيال مجرد ذريعة لفرض واقع غربي بلباس فقهي مرقع؟!
" إن الديمقراطية شريعة قوم لم يجدوا ما يحتكمون إليه غير حكم الأغلبية !أما نحن المسلمون فلدينا ما نحتكم إليه :شرع ربنا المنزل "
ففي زمن التيه و الفتن و في وقت أضعنا فيه البوصلة و الخريطة ، و انغمسنا في استخدام مصطلحات عدونا و مفرداته ، و استعرنا بوصلته و خارطته ، و سرنا في ركابه ، أعدتنا أيها الأخ الكريم بتلك الكلمة الطيبة إلى جادة الحق و الصواب . فلك مني وافر الشكر و التقدير .
أشكرك مرة أخرى لتفاعلك الكريم وأتطلع لمداخلاتكم النافعة مستقبلا
لا أظنك ترغب بأن أكيل لك المديح وإن كنت أهلا له لكن إن كان من كلمة أخيرة أختم بها تعليقي السريع فالحق أنني أشهد أنّك كنت (ملاحا) ماهرا تحسن قيادة( سفينة )الحوار إلى شاطئ الحقيقة بأشرعةالكلمة الطيبة....
لك مني كل الشكر والتقدير
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة