التعليقات
د.جاسم الفهيد
حلّل..وحلق.. وتعمق.. وهاجر بنا على كافة المحاور
لك محبتي وتقديري
المشكلة الحقيقية أننا سنصنع و باستمرار نماذج جديدة من صدام .
لو تولى الحكم العرب اليوم ملاك من السماء لحولته الحاشية وحوله الشعب إلى شيطان رجيم .
لدينا من النفاق و الذل و التواطؤ و اللصوصية و الوصولية ما يؤهلنا لصنع ألف صدام .
ألم يكن صدام شبيهاً بعبد الناصر سوى أنه لا يجيد الخطابة و لا يتمتع بصوت جميل محبوب.
كم مات من اليمنيين و المصرين في حرب اليمن ؟ ألا يذكر الناس اليوم أن إسرائيل أعدمت ستين ألف أسير مصري عام 67 و لم يسأل عنهم الرئيس الخالد . ألم يتسبب عبد الناصر بتهييج الوضع في تلك السنة و أعطى إسرائيل المبرر لشن الحرب التي فقدنا فيها القدس و الضفة الغربية و سيناء و الجولان . ألم يكم رئيساً لمصر لمدة خمسة عشر عاما و فشل في بناء جيش قادر على الدفاع عن مصر . ألم يستخدم الأسلحة الكيماوية في جيزان و نجران . ألم يمت الكثيرون تحت التعذيب في السجون خلال حكمه. ألم يعدم الناس للحفاظ على هيبة الثورة و الحكم . ألم تداس هيبة الناس و كرامتهم . ألم تسلط عليهم أجهزة المخابرات . ألم يلغي الأحزاب و يؤمم الصحافة و يكمم الأفواه .
و مع ذلك فإن عبد الناصر في ذاكرتنا اليوم هو حبيب الملايين و هو الزعيم الخالد الذي نحبه جميعاً و نحن لأيامه الطيبة .
ليس العيب في صدام أو في عبد الكريم قاسم و لا في جمال عبد الناصر أو حسني الزعيم أو ‘ أو ... لكن العيب فينا . و يجب أن نشخص هذا العيب جيداً و بشكل محدد بوضوح ...عسانا نتمكن من إصلاحه و علاجه .
و لا عزاء للقانعين بعيش الذل و الهوان .
يجهلها....
بارك الله بهذا القلم الحـــر.....
صرح لسان حال القذافي وغيره من القادة العرب بأن الانتظار حتى تظهر طلائع الجيش الأميركي ليس خيارا بل هو انتحار أيضا.
... إن أمريكا بدفعها القادة العرب إلى حضيض الاستسلام تزود الشعوب العربية بمزيد من دوافع الفعل العنيف والحركة غير الموزونة، وتترك الأنظمة العربية مكشوفة أمام مصيرها مجردا من كل زخرف أو غطاء.
وهذا الانكشاف النفسي، المطعم بشيء من مرارة المهانة وروح الانتقام، سيكون أخطر على أمن الولايات المتحدة من الأسلحة الروسية الصدئة في مخازن بعض الدول العربية، وهو أخطر من برامج "أسلحة الدمار الشامل" الوهمية التي ظل القول حولها أكثر من الفعل بكثير
وأخيرا لا بد أن نعترف بأن عقيدة بوش في الحرب الوقائية برهنت على نجاحها في التعاطي مع أنظمة غير شرعية لا يهمها غير حماية عروشها المتهاوية، لكن هل تنجح تلك العقيدة في التعاطي مع أمة عظيمة بدأت تتقدم إلى مسرح التاريخ بعد طول غياب؟
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة