سيرة الشيخ نور الدين، سيرة لن تعود.
- التفاصيل
- نقد ومراجعات
- مراجعات كتب
- في: الخميس، 23 تموز/يوليو 2015 06:48
- محمد سعيد الملاح
- القراءات: 11469
شكلت لي رواية "سيرة الشيخ نور الدين"، للدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي مفاجأة سارة ورشفة من الماء العذب البارد الصافي. فأنا من محبي الروايات العربية والمترجمة. لكن الرواية العربية في الفترة الأخيرة غرقت في الجنس، وحتى لو لم يكن الجنس هدفها، فقد تضمنت كما هائلا منه، مما أصابني بالقرف والتقزز فامتنعت في العام الأخير عن شراء الروايات –تقريبا-.
هذه الرواية تحكي عن الأيام الأخيرة في حياة شيخ من الأقصر، اكتسب المشيخة بالوراثة والدراسة، واكتسب معها التقاليد العربية الإسلامية للصعيد، فصار بطلا جمع المجد والشرف والقوة والحكمة والعلم، مما مكنه أن يظهر الجوانب المدهشة للحياة حين يحكمها الإسلام.
اكتسب الشيخ قوته من صدق ومتانة علاقته بالله، فقد كان يناجي الله سبحانه وتعالى في كل حال، في الغضب والرضا، في الشدة والرخاء، في العسر، وفي أقصى حالات الاسترخاء والتعرض للغواية. وقد تمسك بأمرين نال بهما رضا الله والناس، العفة والزهد في المال، رغم أنه كان رجلا عاديًا يخالط الناس.
واكتسب احترام الناس له بسبب قوته ومهارته في السباحة والتحطيب (لعبة الضرب بالعصا الغليظة) والفروسية والمرماح (المثاقفة أو المواجهة بالحراب الخشبية الطويلة فوق ظهر الحصان). وكان حتى أواخر أيامه يقفز فوق الحصان كشاب في العشرين وينطلق به بما يحسنه غيره، وإذا أمسك أحدًا شده أو عصره بقوة غير متوقعة.