تضحية أم
- التفاصيل
- قصص
- قصص قصيرة
- في: الخميس، 04 تشرين1/أكتوير 2012 16:26
- أمل الرفاعي
- القراءات: 9692
كان خالد عندما بلغ سنّ الخامسة, قد بدأ ينظر إلى الأشخاص وإلى الأشياء نظرة أكثر تفحصّاً وإدراكاً لمعنى الجمال., وكان أول ما لاحظه بشيء من الاستغراب ومن الأسف الشديد أن والدته , التي هي الشخص الوحيد الذي تبقى من عائلته, بعد وفاة والده وشقيقته الأكبر سناً في حادث مروري أليم عندما كان لايزال في الثانية , تضع دوماً نظارة سوداء على عينيها وأن ما تُخفيه خلف تلك هذه النظارة كان شيء مروّع فقد كانت لها " عين واحدة "...
نشأ خالد وهو يشعر بأن في ذلك ما يجعل والدته مختلفة عن جميع أمهات الأطفال الآخرين. وعندما خالد بلغ سنّ السابعة التحق بمدرسة تقع بالقرب من المنزل, لكن والدته, لشدّة حرصها عليه وتعلقّها به كانت تُصّر على اصطحابه إلى تلك المدرسة بنفسها. ولمّا كان الأطفال يفتقرون أحياناً إلى الكياسة الاجتماعية _ وهو الأمر الذي على كل منا أن يحرص على تنشئة أولاده عليها _ فكان بعض زملاء خالد في المدرسة يُدلون ببعض الملاحظات المزعجة حول والدة خالد "ذات العين الواحدة" مما جعل ما كان لدى خالد من أسف يتحوّل إلى ضيق وإلى نوع من النفور من مظهر والدته ., وهذا ما جعله يطلب منها ألا ترافقه إلى المدرسة زاعماً بأنه قد أصبح في السن التي تؤهله للذهاب والعودة بمفرده أسوة بباقي الأولاد... ثم أخذ خالد بعد ذلك يتجنب إعلام والدته عن مواعيد الاجتماعات وعن كافة المناسبات التي يُدعى إليها أهالي الطلبة كي لا يكون على والدته أن تظهر بين والدات الأولاد الآخرين بذلك المظهر الذي بدأ يعتبره ليس مثيراً للشفقة فقط بل مثيراً للاشمئزاز أيضاً...