وغابت شمسي
- التفاصيل
- مقالات
- مقالات عامة
- في: الأحد، 28 كانون2/يناير 2024 14:59
- د. بشاير الرندي
- القراءات: 485
نسمع كثيرًا كلمات مثل: يعجز اللسان عن التعبير، أو الكلمات لا تعبّر عمّا يجول في خاطري، أو الموقف جعلني غير قادر على الكلام، وغيرها من التعابير والكنايات التي تعبّر عن شدّة الصدمة، أو شدّة الإعجاب. ولكن لأوّل مرّة في حياتي أحسّ بمعنى هذه الكلمات، لأوّل مرّة أحسّ بقوّة الفقد، ولأوّل مرة أحسّ بقوّة الألم. الألم الذي تحسّ معه أنّك غير قادر على التنفّس، الألم الذي تحسّ معه بأنّك غير قادر على الردّ. ألمٌ يمنعك حتّى من سماع كلمات المواساة؛ لأنّ كلمات المواساة غير كافية. لم تكن خالتي التي فارقت الحياة منذ أيّام شخصًا عاديًّا. كانت تمثل كل القيم الجميلة في حياتي، كانت هي الحبّ والحنان والابتسامة والاحتواء والأمان. رغم فقدي لوالديّ في سنّ صغيرة إلّا إنّني لم أشعر يومًا باليتم، وذلك لأنّها ربّتني واحتوتني وعوّضتني عن كلّ فقد وألم. هي تمثّل قيمة الحبّ غير المشروط، لا تريد من وراء محبّتها أيّ مقابل. لا أتذكّر أنّها في يوم من الأيّام آذت أحدًا. كانت حنونة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، حنونة حتى على الحيوانات، وكانت تعشق القطط بشكل كبير.