اقتصاد المعرفة طريق الابتكار والسعادة
- التفاصيل
- مقالات
- مال وأعمال
- في: الخميس، 31 أيار 2018 23:32
- د. جاسم الفارس
- القراءات: 4129
المقدمة:
يتحدد موقع الإنسان في الإسلام في ضوء مبدأ الاستخلاف ، الذي يقوم على قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ...} البقرة:30، والخلافة في الأرض أرقى مكانة وضع فيها الإنسان على مر التاريخ.
يستمد الإنسان فاعلية هذه المكانة من القرآن الكريم الذي حدد المضامين الأساسية لهذا الدور بوعي الدين والتمسك به، وممارسة العلم ومتابعة المعرفة، فالاستخلاف دين وعلم، وما مشكلات الأمة وتخلفها إلا من التقصير الكبير في إدراك الاستخلاف ومقاصده في إعمار العالم وسعادة الإنسان.
ولأن الاستخلاف دين وعلم، فهو يرسم حدود النهضة الحضارية والسعادة الإنسانية، باعتماد العلم ومنطقه في صياغة نشاطات الأمة المتعددة السياسية والاجتماعية والثقافية.
تحتاج الأمة اليوم إلى إحداث ثورة في المفاهيم كافة، وأهم هذه المفاهيم هو (الاستخلاف)؛ لأنه المفهوم الجامع لقوتين: النهضة والتقدم.
ولذلك فإن (ثورة الاستخلاف) تعد ضرورة شرعية وحضارية، فشرعيتها مستمدة من التمسك بالقرآن الكريم مصدرًا أساسًا للشريعة، وحضاريتها مستمدة من وجوب تطبيق أحكام القرآن الكريم وإعادة إعمار العالم في ضوئه، مستنيرين بهدي الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في بناء حضارة الإسلام.
ويقف النشاط الاقتصادي في مقدمة النشاطات التي تحتاج الاهتداء بمضمون (الاستخلاف) ، لينضبط أداؤه بالمنهج الرباني والأسس الربانية والأحكام الربانية.
يعتمد (اقتصاد المعرفة) العلم والخبرة والمعرفة، كونها السلع الأكثر تأثيرًا في حركة الحضارة اليوم، وأكثر أدواتها إسهامًا في تحقيق الابتكار والسعادة.
يسعى البحث إلى تحليل أبعاد (اقتصاد المعرفة) وتأثيرها في عملية الابتكارعلى الأصعدة كافة، وصولًا إلى تحقيق النهضة الإسلامية التي تحقق السعادة الحقيقية للإنسان في الدارين بتضافر العلم والدين.
يقوم البحث على فرضية مفادها "اقتصاد المعرفة مطلب شرعي يقود إلى الابتكار وتحقيق سعادة الدارين".