قراءة نقدية لقصة "خشّوم"
تقدم الكاتبة حياة الياقوت في قصة الأطفال (خشّوم) قصة فلسفية نفسية تمزج بين الواقع والفانتازيا والخيال العلمي، وتخلط بين النصيحة والمزحة بأسلوب مشوق وسلس وفكاهي مصحوبة برسومات جميلة وألوان جاذبة. تروي القصة حكاية ولد غير راض عن شكل أنفه ويسعى لإجراء عملية جراحية لتغيير شكله. لكن بعد رفض طبيب التجميل بسبب صغر سن الولد، يغضب الأخير وعندها تحدث المفاجأة التي تنقلنا من الواقع إلى الفنتازيا والخيال العلمي، وتتوالى بعدها الأحداث التي تسبب مشكلة ثم تتعقد المشكلة لكنها تحل، وتنتهي القصة بنهاية مفتوحة.
على الرغم من أن معظم أحداث القصة تصب في الفانتازيا والخيال العلمي إلا أنها تحمل بين طياتها الكثير من المفاهيم الواقعية مثل، اهتمام الناس المتزايد بالماديات والمظاهر الخادعة، والسعي الحثيث وراء الكماليات والمثالية، والانخداع بالمظاهر، ولهث الناس وراء كل ما هو متطور في سبيل تحقيق أهواءهم، وأهمية تحري الدقة والقراءة الواعية قبل الانخراط في أي شيء، وأثر الدعاء والثقة بالله، وأهمية التربية بالاحتواء.
عادة ما تستخدم الحبكة التقليدية في الأعمال الأدبية الموجه للطفل، لكن في قصة خشوم استعارت الكاتبة، حياة الياقوت، من تقنيات الكتابة في أدب الكبار ما يثري عملها الأدبي، فابتدأت بحبكة حديثة (بدأت من المشكلة)، وتركت نهاية مفتوحة، لتفسح المجال للمتلقي (الطفل) ليفكر ويعمل عقله ويقترح كيف يمكن أن تكون النهاية.