التعليقات
و المؤلم ما أشار إليه استطلاع الجزيرة الأخير عن موافقة نحو 26% من المقترعين على عملية اختطاف صحفيين فرنسيين و التهديد بقتلهما انتصاراً فيما يزعمون لقضية الحجاب .
لماذا يريد لنا هؤلاء الشباب أن نتساوى في الشر مع أقذر أعدائنا .
لماذا يستسهلون الاعتداء على حياة الناس و حرياتهم .
لماذا نذهب للميكانيكي إذا ارتفعت حرارة السيارة و لا نذهب للعالم في الأمور الخطيرة التي تتناول الحياة بأسرها .
نحن مسلمون و هناك قواعد تحكم كل تصرفاتنا فلماذا لا نعرض أعمالنا على كتاب الله و شرع الله .
نغضب الله بالعمل بدون مراجعة هذا العمل على شرع الله قبل الشروع به ،و نغضب الله بالافتراء عليه بزعم أن هذه أعمال إسلامية قصد بها وجه الله و نغضبه ثالثة بارتكاب جرائم طائشة نروع بها عباده ، ثم نسأل لماذا لا ننتصر .
لم يطلب الله سبحانه وتعالى مني أن أفرّط في ديني ولا في أي حق من حقوقي. ولم يرضَ لي الذل والاستخذاء. لكنه أمرني أن أصل لحقي بالوسائل المناسبة. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن كيس فطن.
بالنسبة لنزع الحجاب عن رؤوس المسلمات كرهًا في فرنسا و كذلك التهكم الشنيع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن القرآن الكريم ومن الإسلام عامة، فأنا ضد اللجوء إلى أي عمل عنيف تجاه الفرنسيين أو الدنمركيين، بما في ذلك الأشخاص المعنيون الذين تسببوا في هذه الإساءة مباشرة.
ويبقى للمسلمين في فرنسا والدنمرك كل سبل الاحتجاج السلمي، كالتظاهر والكتابة في الصحف، والخطابة، وزيارة الأشخاص المعنيين ومناقشتهم بالحسنى.
أما المسلمون في خارج هتين الدولتين فيمكنهم أولاً أن يقوموا بكل ما ذكر آنفًا، ثم عليهم بعد ذلك أن يحرضوا حكوماتهم على الاحتجاج لدى هتين الدولتين، واتخاذ الاجراءات الدبلوماسية والاقتصادية التي تتخذها كل دولة عزيزة أهينت في أعز مقدساتها وأعني بذلك قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية. ولا شيء بعد ذلك.
لماذا لا تذهب وفود برلمانية عربية للجمعية الموطنية الفرنسية لشرح أن الحجاب عبادة وفرض ديني لا يمكن للمسلمة أن تتجاوزه.
لماذا لا تذهب وفود صحفية عربية ووفود من نقابات الصحفيين و الكتاب لمناقشة الجريدة و رسام الكاريكاتير المعنيين.
لدي طريق واحد: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن. وعلينا اتّباعه.
لماذا لا تذهب وفود من كل شكل ولون لسفراء فرنسا و الدنمرك للإعراب عن احتجاجها على هذه التصرفات العنصرية المقززة.
فإذا فشلت هذه الطرق يمكننا بكل شرف وقوة إشهار سلاح المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة