نعم لست وحدك، إن كنت تعاني أو تشتكي أو أنك حزين كئيب مرهق الاحساس منهك المشاعر .. فقط أطلق لناظريك العنان .. لتجد أصناف البشر وأشكالهم المختلفة تعاني مما تعاني ربما أقسى وأمرّ ، ان استشرى الألم فيك أيام .. فهناك من ذاقه سنين وإن غدر بك الزمان مرّات فقد أمضى غيرك عمره يتجرع غدر الزمان وأهله .. وان عاندتك الأيام حتى بكت عيناك فلقد أغرقت الدموع غيرك .. وان احترق قلبك حسرة وتندما فلقد ماتت قلوب وأفئدة .. تذكر دائما أنك لست وحدك .. بل أنت مغبون .. تأمل الدنيا من حولك .. ليس من حولك فقط بل حالك أيضا لتجد أن النعم قد تجمّعت فيك وأن الفضائل قد تعلقت بك وأنك بالحال أفضل من مليون حال .. استجمع كل ما فيك وتعلق بما هو لك واركب جواد الحياة وانطلق فأنت فارسها الذي لا يشق له غبار.
خلق الله تعالى للبشر عينان يرى بهما كل ما هو أمامه وحاضر في وقته وآنه ، وخلق أيضا له أيضا عين بها يستنطق الماضي وخلق له عين يستكشف بها الغموض والحقيقة وعين يتأمل بها ، إن هذه ليست كالعيون .. إنما هي تحمل نفس الخصائص البصرية ولكنها خفية فينا نحن البشر .. فالعين التي تعيد الماضي وذكرياته كأننا نراها في العيان هي ليست إحدى العدستين التي أسفل الجبين إنما هي عين خفية .. كذلك العين التي نربط بها الأحداث ونستعيد بها شيء من الذاكرة ونربطها بشيء من الواقع مع القليل من التخمين والحدس للوصول إلى الحقيقة هي عين ليست كالعيون .. والعين التي نتأمل بها ونرى بها الأفكار والرؤى هي من ضمن العيون التي نتحدث عنها وأخيرا وليس آخرا عين الوجدان هي أم العيون لا تكذب ولا تخون .
الانسان مناّ يبني نفسه بنفسه بعد أن يمسك زمام أمره وينعتق من رقّ الطفولة .. شيء من البناء الروحي وشيء من البناء الأخلاقي والسلوكي وشيء من البناء التربوي وشيء من البناء العقلي والفكري وشيء من البناء الجسدي وشيء من البناء المهاري والفني .. وأنت جمعٌ من هذا وذاك فإن زدت فقد زدت وإن أقللت فقد أقللت .. والانسان يعيش بهذه الدائرة حتى آخر لحظه في حياته لا يستطيع أن يستغني أو يكتفي بل هو في حاجة دائمة وفي نقص مستمر .. وما علت مراتب هذا وذاك إلا بقدر الجهد والتعب في البناء ومن بدء البناء مبكرا ليس كمن أراد أن يلحق نفسه ليبني فالأول يستطيع بناء نفسه وبناء غيره بينما الثاني انشغل بنفسه .. والشمولية في البناء هي خير من التركيز فمثال ذلك أن يكون الشخص مكتمل في البناء الجسدي فارغ في غيره فهو أقرب إلى " المزهرية " تجمّل أشياءنا وتسد مساحة فارغة ليس أكثر ولكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنه فلم يهمل جانب عن آخر بل بنى معه أمة مرصوصة البنيان.
التعليقات
سلمت يداك اخوي..
بارك الله اناملك .. التي خطت مايهون هم المهموم
ومن رأى مصائب الناس .. هانت عليه مصائبه
[/face]
وفقنا الله تعالى للاتعاظ بما حملته من معاني جميلة وجليلة.
بارك الله فيك أخي
عبارات رائعة و أفكار جميلة حملتها أسطر هذا الموضوع
و بالخصوص الفقرة الاولى
جزاك الله كل خير
و جمعنا و اياك في الفردوس الاعلى
انها خواطر رائعة وأروع مافيها المعاني التي تحملها,خصوصا الخاطرة الاولى لقد اعجبتني كثيرا .
جزاك الله كل الخير ,,
[color=darkblue] [C]
سلمت يدا من كتب هذا الموضوع ووفقه الله
تعجز عبارات مدحي عن مدحك
للامام دائما ومن جديد كل الشكر لك
واتمنى ان لا تطيل علينا فنحن نتظر جديدك القيم
((وعســــــاك على القوه))
كان لدي الكثير لأقوله ولكن .. سرعان ماتطايرت الحروف
لا أدري لماذا..؟
توقفت كثيراً عند قراءتي لـ " عينان .. لا بل أكثر"
فقد عنت لي معانيها الكثير
أخي الفاضل..
بورك فكرك الراقي.. وحرفك المميز..
أشكرك يا أخ مشاري على هذه المقالة الجميلة والأكثر من رائعة
ونتمنى أن يكون لك برنامجاً تلفزيونياً مباشراً على القنوات الإسلامية التي تشع بنورها كل يوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أرجوك نريد الرد على هذا التعليق
أختك في الله ....... (المخلصة) :ROSE:
الأخت : المخلصة
الفكرة التي طرحتيها قيد الدراسة وان شاء الله تشاهدون هذا البرنامج في القريب العاجل ، ونتمنى أن يكون بالمستوى المطلوب ..
جزاك الله اخي نحن في نعمة كبيرة لا نحمد الله عليهابها بل ولا نشعر بها قال جل علاه في كتابه كتابه"(وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)
سيدي
انني اشاطرك الراي فيما ذكرت عند بدايتك لكن اسمح لي ان اشير الى ان الذين يعوّلون على الوجدان كثيرا في ادراك الحقائق ، يتجاهلون حقيقة أن عوامل اللغة و صدق او خيانة عين الوجدان هما منجز عقلي .
اليس كذلك؟
انا لا أقلل من أهمية عين الوجدان وباقي العيون الخفية التي تفننت في طريقة تعريفها ولا أشكك في فاعليتها وحيويتها ، ولكني أنبه فقط إلى أن الوجدان بالاظافة الى اللغة وعواملها التي استنقصت من اهمية توفرها لايصال رسائل قلبية وافكار ومعاني روحية هي منجز ات عقلية ، و هذا يؤكد أن العقل هو المرجعية الوحيدة التي تتمكن بفضلها ولوج وجدان القارئ في كل ما كتبته سواء كان احساس او فكرة او معنى روحي ومن ثم استحسانه او نفوره منها حسب الاستعداد العقلي والوجداني لتقبل الرسالة بانواعها
اتوافقني الراي ؟
واسمح لي كذلك ان ابدي اعجابي الكبير باسلوبك في اختيار الكلمات وطريقة توظيفها في الموضع المناسب كهاته الكلمات "وان عاندتك الأيام حتى بكت عيناك فلقد أغرقت الدموع غيرك .. وان احترق قلبك حسرة وتندما فلقد ماتت قلوب " اظهرت في هاته الكلمات بالذات مدى سعة مخيلتك في البحث عن وصف مناسب للكلمة ويتجلى ذلك في " أغرقت الدموع "فالغرق يلهم القارئ بالبحر في صورته السلبية وكذا تصوير شدة معاناة المكروبين الى حين استسلامهم وهلاكهم غرقا ....
تكمن قدرتك ككاتب في طرحك لكل ما هو جديد، بالنسبة لي فانني اكره اسلوب التكرار واحبذ طرح افكار جديدة تخدم الجيل وتؤثر في عناصر حياتهم، ومعظم مواضيعك التي تمكنت من قرائتها اكدت انها اطروحات ذات افكار جديدة لم يسبق الكتابة فيها وهذا ما اشرت اليه في اسلوبك فييجدر بالقارئ والكاتب نفسه تطبيق مفاهيم كتابته وقراءته على ارض الواقع .
واخيرا اسمح لي سيدي ان اقول
"ان ما خطته اناملك من كلمات راقية أشبه ببلسم يضمد الجروح"، ادرجتها ضمن سياق ديني دعوي يعتمد بالدرجة الاولى على ايصال معاني روحية اكثر منها عقلية باسلوب فني سامي توحي وتوهم قارئها بان كاتبها شخصية مرت بالكثير من الصعوبات والتي كانت الدافع الاول والمحفزا القوي له في البحث عن حل قطعي ارتكز اساسه على الخبرة الطويلة بمصاعب الحياة .
على أي جزاك الله أخي خيرا على ما كتبته و جعلها متنفسا للمكروبين حتى تؤجر عليها باذن الله آمين.
والسلام عليكم [color=deeppink]
nosrh3
راااااااااااائع ماشاء الله
نتمنى المزيد
لست وحدك اثّرت فيني كثيراً
نعم لست وحدك تتألم وتعاني ...وغير ذلك فإن الله معك
فإن اتكلنا عليه وجعلناه ملاذنا في كل شيء !!
حتماً لن نكون وحدنا:-)
اشكرك اخي مشاري رااااائع جدا مقالك
وراقي انت بأسلوبك
أتمنى لك الفرح و الأزدهار والسعادة
والله يوفقك في دينك و دنياك
وجل مسكنك الجنان
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة