التعليقات
لأني رأيت أن الكاتب يخلط بين عرب الأندلس والعرب المعاصرين.
وابتداءً لا أريد العرب اليوم أن يمتلكوا أية مصارد طبيعية أو عناصر قوة قبل امتلاك نظام سياسي عادل يعبّر عن طموحات الأمة وثقافتها ويحظى بقبول غالبيتها.
وسأحصر كلامي في الفرضية الأخرى الخاصة بفتح عرب الأندلس لأمريكا. وهذا ما أدعو ألكاتب الكريم لبحثه علميًا. وأنا لا أشك لحظة في أمانة الأستاذ أشرف فقيه وهو يلقّم الكومبيوتر البيانات الخاصة بالإسبان والهنود الحمر وتلك الخاصة بالعرب. إن تصميم مثل البرنامج يحتاج لهمة عالية وإلمام جيد بالتاريخ وشيء من الخيال.
ولست أدعي امتلاك هذه المقومات ولكن عندي بعض الملاحظات:
1- عرب الأندلس يقبلون بالآخر بدليل أن الأندلس كانت ملاذ اليهود في العالم. وبالتالي لن يلجأ العرب لإبادة أربعمائة شعب و132 مليون انسان على القارة المكتشفة. بينما كان المسيحيون الأوربيون استئصاليين ولا يقبلون بوجود الآخر حتى لو كان مواطنًا مسيحيًا من غير مذهبهم. العهد القديم لدىالنصارى يحرض على الإبادة التامة بينما يذكّر رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن: الخلق عيال الله وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله، ويبشّر بدخول جنة لمن يسقي كلبًا ويحسن لقطة.
2- لطالما رأينا المسلمين يفتحون بلادًا ويخلفّون فيها فقيهًا ويمضون كما فعلوا بمعظم بلدان آسيا. لتنشأ بعد ذلك ممالك إسلامية بيد أبنائها. والهنود الحمر كانوا شعوبًا مسالمة وكانوا قريبين جدًا من الإسلام بفطرتهم وعاداتهم الاجتماعية. ويظن بحدوث تفاهم كبير بينهم وبين القادمين العرب. ويُظن ببقائهم يتكاثرون في بلادهم ليكون تعداد أمريكا اليوم بضعة مليارات من المسلمين.
3- العرب كانوا يسبقون أوروبا بعدة مئات من السنين علميًا وحضاريًا. ولذلك أحرق الإسبان الأطباء العرب بتهمة ممارسة السحر حيث لم تكن ليدهم أية فكرة عن الطب. بينما كان طب الأعشاب الهندي متقدمًا ومن هذه الناحية فإن تكاملاً كان سيحدث بين طب الهنود و العرب. واستقرار العرب في القارة الجديدة كان سيقود التقدم العلمي قدمًا مئتي سنة للأمام، تقدمًا نابعًا من الحضارة الإسلامية. رأينا نهضة ثقافية إسلامية ولم نر بعد تقدمًا علميًا إسلاميًا، يستوحي شرع الله في غاياته ولا يسعى فقط للإمتلاك و الهيمنة و التدمير.
4- الزراعة العربية كانت متقدمة جدًا وكانوا يستنبطون سلالات محسنة من النباتات و الحيوانات إضافة لطرق الري المتقدمة مثل الأقنية المطمورة و الري بالتنقيط. وفي نفس الوقت كانت الزراعة متقدمة و تحكي دراسات التاريخ الزراعي أن الأوربيين أحرقوا حقلاً للذرة للهنود الحمر طوله ثمانين كيلومترًا. بينما تحولت أجزاء كثيرة من الأندلس لصحارى بعد إخراج العرب منها. ولقد أباد الأوريبون سلالات عديدة من الحيوانات في أمريكا كان العرب سيحافظون عليها.
5- لو استمرت السيطرة المسلمة على العالم لكنا نعيش عالمًا بدون ربا. هب يستطيع أحد اليوم أن يتخيل عالمًا بدون ربا (فوائد البنوك – التضخم، أو سمه ماشئت)؟
6- وأقف هنا لأني لست من سيقوم بالبحث.
ملحوظة تاريخية: وصل العرب فعلآ لأمريكا عامي 880 و990 للهجرة. وحينما وصلت سفن المستكشفين الإسبان لكوبا ارتدت عنها هاربة ظنًا منها أنها وصلت لبعض ممالك السلطان العثماني. لماذا؟ - لأنها رأت المآذن وقباب المساجد.
مع خالص تحياتي.
الأمة العربية أشبه بالمعدة تستطيع أن تحتوي داخلها أي عناصر وافدة وتكيفها لسلوكها وطباعها، وأكبر دليل هو بلاد الأندلس، كان فيها اليهود والمسيحيون على اختلافهم، بل وأجناس أخرى.
وأما مصطلح صراع الحضارات ففي رأيي أنه ما كان ليظهر للوجود، لأنه بدعة أمريكية لاضطهاد العالم، والعرب ليسوا كذلك.
وأما القنيلة النووية أو الذرية وعلى رأس من كانت سيلقيها العرب، ففي رأيي أنه لم يكن هناك اعتبار قنبلة نووية أو ذرية من الأساس، لأن الأمة العربية أمة عريقة وليست ضعيفة لتخشى الآخرين كما تفعل أمريكا اليوم وحالة الرعب والفزع بل والخوف من خيالها! لدرجة أنها ابتدعت وهمًا أسمته الإرهاب لتتخذ منه جريرة لاحتلال وسرقة الناس!
نحن أمة حضارة وعلم لذلك كنت ستجد العالم في وضع أهدأ من الآن وأطيب حالًا وأكثر سلامًا!
ولدينا أعظم مثل في عالم الجغرافيا والاكتشافات الإدريسي فقد
ألف الإدريسي كتابه المشهور (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) والمسمى أيضاً (كتاب رجار) أو (الكتاب الرجاري) وذلك لأن الملك رجار ملك صقلية هو الذي طلب منه تأليفه كما طلب منه صنع كرة من الفضة منقوش عليها صورة الأقاليم السبعة، ويقال أن الدائرة الفضية تحطمت في ثورة كانت في صقلية، بعد الفراغ منها بمدة قصيرة، وأما الكتاب فقد غدا من أشهر الآثار الجغرافية العربية، أفاد منه الأوروبيون معلومات جمة عن بلاد المشرق، كما أفاد منه الشرقيون، فأخذ عنه الفريقان ونقلوا خرائطه، وترجموا بعض أقسامه إلى مختلف لغاتهم
فالعِـلمُ يُجدِي ويَبْقَى للفتى أبـدًا والمَالُ يَفنى وإنْ أجْدَى إلى حِينٍ
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة