التعليقات
أنا معك يا أخي فيما خلصت إليه بأن آخر هذه الأمة لن يصلح إلا بما صلح عليه أولها. و أننا مهما ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله . و أنه لن تقوم لهذه الأمة قائمة إلا إذا استحضرت فعلياً عصر رسول الله صلى الله عليه و سلم .
لكني أجد في الأمة اليوم عيوباً خطيرة غير الاختلاف الذي هو سنة من السنن التي وضعها الله سبحانه و تعالى في الكون
- ( ومن آياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لأيات للعالمين ) الروم /22
- ( وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا) يونس/19 .
و هذا الاختلاف الذي تشكو منه أخي يحي أجده ثراءاً حضارياً و دليلاً على سماحة الدين و سهولة مأخذه . لكن هذا الاختلاف يجب أن يضبط دوماً بالرجوع إلى شرع الله ( و ما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلا الله ) الشورى – 10 و إلا كانت النهاية ( و أطيعوا الله و رسوله و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم ) الأنفال 46 .
لكني أجد العيب الأكبر في الأمة اليوم – أخي يحي - هو ضعف الإيمان و عدم الصدق مع الله عز وجل بادعاء الإيمان ثم العمل بغيره . الكذب على الله هو المصيبة ، خيانة الله هي المصيبة . عدم فهم معنى الإيمان بالله عز و جل و ما يترتب على ذلك هو المصيبة . البعد عن الله عز و جل و التغافل عن أنه موجود و قريب في كل حين هو مصيبة المصائب .
و أقرب مثل على ذلك أن ترى حكامنا يسجدون لأمريكا و قد نسوا كل ما جاء في سورتي الأنفال و التوبة من وعود الله بالنصر للمؤمنين و الدفاع عنهم و توهين كيد الكافرين و إلقاء الرعب في قلوبهم و خزيهم و شفاء صدور المؤمنين منهم . ترى هل قرأ أحد من حكامنا هاتين السورتين أصلاً ؟ و هل يذكرهما ؟ و بالذات الآية الكريمة : ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون ) الأنفال 27.
ترى ملكاً يحكم باسم الله فيبدأ عهده بقتل كل أخوته .و ترى سلطاناً يحمل لواء دعوة تجديدية و قد ( راح يقول لبيرسي كوكس إنه أبوه و أمه ، و أنه هو الذي أخذ بيده و أعطاه المركز الذي هو فيه ، و أنه بإشارة منه على استعداد لأن يسلم مملكته ذاتها ) . و ترى رئيساً يعد الأمة أن ترفع رأسها فقد جاء عهد الحرية ثم يسجن رئيسه و قائده بدون ذنب جناه حتى يفرق الموت بينهما ، و يعتقل عشرات الآلاف لتأمين حكمه . و ترى ملكاً عربياً يدعي الانتساب لرسول الله صلى الله عليه و سلم يقود الجيوش العربية و يدير الحرب لإنقاذ فلسطين و هو ينسق مع الوكالة اليهودية سراً و يقبض منها. و ترى آخر يعطي خطة الهجوم العربي على إسرائيل لليهود اتكالاً على ما لديهم من نفوذ لدى أمريكا . و ترى آخر يعطيهم غرفة للتنصت على الرؤساء العرب في الفندق الذي يعقدون فيه اجتماعاتهم للعمل ضد إسرائيل لاعتقاده بقدرتهم على تثبيت عرشه و ..... فما حقيقة إيمان هؤلاء ؟ هل كانوا صادقين في إيمانهم ؟
هؤلاء جميعاً خانوا الله و أماناتهم ، و لو صدق هؤلاء مع الله لضاقت بينهم مسافة الفرقة و قل الاختلاف .
و نحن كأفراد لسنا بأحسن حالاً حيث نشترك جميعاً بوجود اختلاف بين إيماننا بالله و بين سلوكنا . و التقي منا - و ما أقله - يراجع نفسه و يحاول إلزامها بالاستقامة . و تزداد المسافة بين إيماننا و سلوكنا كلما نقص الإيمان أو ضعف .
القضية هي قضية الإيمان و ليست قضية الفرقة أو الاختلاف . مع كل محبتي و تقديري لأخي العزيز الذي أعتز به يحي أبو زكريا .
لست أدري كيف أصف لك اعجابي الرائع بكتاباتك و كتبك المتميزة
لا أريدك أن تعنون واقع الكتابة في الوطن العربي بقولك أنا أكتب إذن أنا مقتول بل قل شهيد شهيد ...............وشهداء الكلمة قد مجدهم التاريخ و هم كثر والعبرة كل العبرة في بعض صحابة الرسول الذين كان جهادهم كلمة
هذا هو مرار واقع الحقيقة في الوطن العربي
مجاهدو الكلمة يعلمون أن الحقيقة أمانة و أي أمانة؟؟؟؟؟
......علمتني الحقيقة أن أكرهها فما استطعت......
******و تذكر : كلمة حق عند سلطان جائر
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة