ما إن انتهى الشارع الاردني من أحداث الجمعة قبل الماضية حتى وجد الكتاب في الصحف المحلية فرصة جديدة للكتابة !! هكذا نحن دائماً ،، لا نكتب ولا تفيض أوراقنا بالأحبار إلا إن وجدنا ما يثير أنفسنا والأنا داخلنا ،، ولم نعلم أبداً أننا نحيك اثواب ثقافة المستعمر ،، لنلبسها بعد كل جولة ونزدهي بها والعالم من حولنا يشهد صراعاتنا الداخلية متأملاً اتساعها لتتفجر بعد ذلك ثورة تجتاح كل البلاد ويتسلل بدوره ليهنأ بالكثير من الصلاحيات التي يمنحها لنفسه !!
أهكذا تًحاك الأنسجة؟؟ أنسجة الوحدة الوطنية والتآلف الحزبي يا كتاب الصحف اليومية ؟ أما كان حريّاً بكم أن توظفوا أقلامكم في ملأ صفحات الجرائد بالتشديد على أمور الاصلاح والتسريع بها فضلاً عن اتهاماتكم التي لا تجدي نفعاً ولا ضرَاً للأحزاب الإسلامية ؟؟ إن كنا ننادي سابقاً بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية فعلينا الآن أن ننادي بإصلاحات أدبية لعقول المثقفين في بلادنا الذين يهدرون أوقاتهم في كتابة ما لا يلزم وما يثير الجدل أكثر ما يخمده ،، مقالات وكتابات انتشرت هنا وهناك تندّد جميعها بحركة 24 آذار ، وما آلت إليه الأمور بعد تجمعهم واعتصامهم ، وبدا كل كاتب يستعرض مهاراته الأدبية وتشبيهاته الفنية الساخرة التي تزيد كتابته قبحاً أكثر ما تجمّلها !!
إحدى المقالات المنشورة في صحيفة ما تصف الإخوان قائلة " وهم يعتقدون أن برامجهم هي الأجدى والأنفع وصالحة لكل زمان ومكان !! " وهذا يؤكد ما ذكرته سابقاً أننا أصبحنا بحاجة إلى تطهير عقول الكتاب حتى لا تصبح أقلامهم مهشّمةً بعد حين ، وكيف لا يؤمن الإخوان ببرامجهم ما دامت ترتكز كليا على العقيدة الإسلامية والشريعة المحمّديّة ، بل ما ذنب اوراقكم البيضاء حتى تملؤوها بأحبار الانتقاد الهمجي والعنصري ؟ منذ متى كنا نرتكز في دعائم دولتنا على شيء لا يمتّ للاسلام بصلة ؟ وكيف تجرأت أقلامكم أيها المثقفون أدبياً الجاهلون دينياً أن تخطّ مثل هذه العبارات ؟
في زاوية اخرى من زوايا الجرائد قال صاحب الكلمات موجّهاً اللّوم الى الإخوان ومعاتباً إياهم لرفضهم الاجتماع مع لجنة الحوار الوطني قائلاً " تعالوا جميعاً واطرحو ما لديكم فوق الطاولة وليس تحتها !! " ، وغاب عن ذهنه أن الحكومة نفسها دائمة الطرح لما لديها فوق الطاولات شكليّاً لتبلوره كما تريد وتشكلّه بماهيّة جديدة وإطار آخر وآليات تنفيذ معيّنة تحت الموائد !! سيكون من حقّ الإخوان رفض الجلوس على مائدة حوار ملأتها أغبرة الوساطة والمحسوبية والمراوغة وأهم من ذلك المماطلة !! فحكوماتنا تبرع دائماً في مدّ موائد الخير للحوار والإصلاح بعد فقدان الثقة بها وفوات الأوان !! لتقول بعد ذلك ببراءة : لقد مددنا يدنا إليكم وأنتم رفضتم أيها الإخوان ،، كم هي بارعة في ذلك !!
" فالحكومة أيضاً مكلفة بتسهيل حياة الناس وتسيير مرافق الدولة " !! عبارة أخرى نقرؤها في إحدى الصفحات الإنتقادية ،، ما دامت الحكومة مكلّفة بتسهيل أمورنا الحياتية والمعيشيّة فلم أوصلت حناجر شبابنا لئن تصرخ بمرارة ولم كانت كل تلك الخطوات تتجه نحو تجمّع سلميّ لتقلبه بعد ذلك نفوس اكتنزت الشر ونزعة التخريب داخلها إلى مشهد همجيّ وتلقي باللوم بعد ذلك على الإخوان ، يا لها من معادلة !! لا بل ذهب البعض من أصحاب الفكر المستنير إلى انتقاد الشرائح التي شاركت في الأحداث الأخيرة ومعتبرين أن الشارع ليس بالمكان المناسب للتجمهر، قائلين " حيث يختلط فيه العالم بالجاهل والكبير بالصغير والخبير بعديم الخبرة " ونسوا ان كلمة الإسلام هي الموحّدة ، وأن الظلم نال من الجميع كباراً وصغارا ، علماء ومثقفين وخبراء لم يعطوا حقهم من التقدير في بلادهم ، وراحت أقلامهم تنتقد حماس الميكروفونات وهدير الاوركسترا على حد قولهم !!
ويعترض البعض في أعمدة الجرائد على الامتيازات التي يحظى بها الإخوان من إعفاء لجميع مؤسساتهم من الضرائب على اعتبار أنها غير ربحية "خيريّة " فضلاً عن القطاع التعليمي وأنهم الوحيدون الذين سُمح لهم بأن يكون لهم ذراعان " حزب الجماعة وحزب الجبهة " ، في الوقت الذي كان حريّاً بهم أن يذكروا ولو من باب الأمانة والعدل إنجازات الإخوان ودورهم في التنمية الإجتماعية والسياسيّة ، أو على الأقل أن يأتو ببيانات توضح حجم نفوذ الإخوان في الإقطاعات المذكورة سابقاً ، لكن المنتقدين هنا لا يسعون إلا إلى أن يسلّطوا الضوء على بقعة معيّنة تاركين جوهر الحقيقة في عتمة ليل حالك !! فيستثيرون بذلك حماس المعارضين لنمسك بعدها بتلابيب بعضنا البعض دون أن نعلم أننا غشينا أعيننا عن امور كان أجدر بأصحاب الأقلام والأوراق أن يزيدوا
صفحاتهم بياضاً بحقائقهم لا بسياسة الهجوم في مقالاتهم ونقاط الهامشيّة السوداء ، فثقافتنا هي التي ترفعنا في أمكنة مرموقة بين العوالم الأخرى فلماذا نسخّر ملكة الكتابة لدينا في امور " لا تزيد الطين إلا بلّة " ؟؟ ولماذا لا نحوك أنسجة مبادئنا وقيمنا بخيوط نقية لا تشوبها شائبة ؟؟
فلنترك الفن الساخر للمسارح ، لا لصفحات الجرائد !!
التعليقات
من أناس مطلبهم فقط مهما كانت صفتهم ومكانتهم في المجتمع ، نوعهم ، حجمهم ، عمرهم ، جنسهم ، لكن الأهم هو مطلبهم والمتمثل في الإصلاح .
نعم ...فكلمة الإصلاح تحمل بين طياتها تغير كبير ، برامج عنونها تدمير لهم ولكيانهم ولسلطانهم ، حينما ذكرت كلمة الإصلاح تذكرت موقف أبي سفيان وقادة قريش في الماضي الغابر من دعوة سيد الأنام وكيف قابلوا عمه أبا طالب وقالوا له ، ليطلب محمد صلى الله عليه وسلم ما يشاء وليترك جنونه ودعوته هذه التي يدعوا لها فبها يدمر أو يلغي كيانا أسموه آلهة ، وفي حقيقة الأمر ، نعم إن النبي العربي الليل يدمر إلاه واحد بل عدة آلهة تتمثل في جبروتهم وسلطانهم ، وهذا ما يجري ....
فالإصلاح اليوم ، فيه تدمير لآلهة كثيرة علت صدر هذا الوطن سنين طويلة واعلنوا بكل سفاهة وكل قبح وبصوت جهوري مبغض أن :
أنا ربكم الأعلى ....قالوها مرارا وتكرارا ، ثم يصيحون ....نحو التغيير والإصلاح فوق الطاولة لا تحت الطاولة ...ونسوا أننا أمسينا أيتاما على موائد اللئام الكل ينهش فينا وهو يمسك بيد سكينا وفي اليد الأخرى علما لبلادي يدعون به أنه يحبونه وحينما نغيب عنهم نجد أنهم يستعملوه محرمة ليمسحوا بها أفواههم المليئة بدمائنا .
أقول :
إن التغيير غير مقتصر بالإخوان ، فالإخوان جمع وخليط عنوان وجوده بشر وهؤلاء البشر لم يتم إستيرادهم من الخارج ، ليسوا وإن كانت هذه الحروف فيها دعوى للإقليمةوالتي أرفضها قطعيا لأننها مسلمين أولا وآخرا ، ولكن من باب أخذ أصحاب تلك الأفكار النيرة التي يداهموننا بها بين فينة وأخرى ، أقول إن الإخوان هم من أإبناء هذه الوطن ، بمعنى أردنيين ، بمعنى عرب ، بمعنى مسلمين ، فأفيقوا وتنبهوا ، إن التغيير قادم لا محالة ، بيد الإخوان ، أث بيد غيرهم مهما كانت صفتهم ، لأن الذين سيغيرون هذا الواقع المخزي وهذا الألم الذي ألم نا سنينا طويلة هم من بني جلدتنا ، هم أردنيين ، أم أنكم أنتم الأدنيين ونحن على دين غير دينك ؟!!!
تنبهوا فأنتم كمن يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيها ووالله قد وقعتم في وحل عنوانه روائح كريهة إمتزجت بها قلوبكم وأبدانكم حتى فاحت ريحتكم وكره كل أردني عربي مسلم شريف يعبد ربه ولا يشرك به أحدا وجودكم ، فأنصحكم ونصحي لكم واجب أن إرحلوا ، إرحلوا ما ها هنا فيكفيكم ما فعلتموه بنا وما سلبتموه من دمائا واتقوا الله في أنفسكم لا فينا ، فوعد ربنا لنا بالنصر إن نصرناه وهذه هي قضيتنا ، نصر الله بتحقيق الحق في أرضه ، وأي أرض أسمى من أرض الأردن وهي الأرض المقدسة ؟!!
إستيقضوا قبل أن ندوسكم بنعالنا وإن كانت مرقعة أو مخزوقة بل فيها عديد من الترقيع ولكن هذا ما ألبستمونا إياه أو ما ملكنا من بقايا فتاتكم .
ويسعدني أن تشيري لي كيف أغنى حس الترابط في أفكاري
لكنني لا أجد منك إلا رائعة ...ومدح لصاحب المقال وهو في غنى عن ذاك
لأن الأفكار هي التي تسمو حتى فوق أصحابها
ووددت لو كان لك رأي في الفكرة يعكس نوعك ومدى فهمك بدلا من تعليق عابر لا يسمن ولا يغني من جوع
ومع ذلك :
سأجتهد أن أبحث عن عامل الترابط الذي أشرتي إليه في زمن لا ترابط فيه
شكرا
الاستاذة لونا من الاديبات المميزات ،،
هذا ما يعنيه لي النقد البناء ، والصنارة لا ترمى في البحر إن لم يكن بها طُعم .
كما أنك يا دمشقية وكما أشار الدمشقي قد وضعتِ مقالا جيدا ولن أزيد في التفصيل ، لكن لم أجد لك تعليقا على ما تفضلت به الأستاذه لونا ، بمعنى هل ما تفضلت به واضح جلي أو أن تعليقي يخلو من الترابط ؟! وأين مكمن الخلل ؟!! وشكرا .
أتمنى لكي التوفيق.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة