قراءة في تقييم عمليات حلف شمال الأطلسي (NATO) على ليبيا من منظور إستراتيجي
- التفاصيل
- مقالات
- سياسة وأحداث
- في: الإثنين، 25 تموز/يوليو 2011 00:00
- علي بشار أغوان
- القراءات: 8680
تعلمنا من أساتذتنا خلال الدراسة الأكاديمية لحقل الإستراتيجية، أن الدول ذات الإستراتيجيات العظمى تسعى إلى تحقيق أهدافها بشتى الوسائل، وهذه الوسائل ناتجة عن إمكانية موظفة نتج عنها قدرة تمكنها من لعب دور لكي تبحث عن مكانة لها لتحقيق أهدافها، بمعنى أن الدور الذي تريد أن تلعبه دولة ما في النظام الإقليمي المحيط بها أو النظام الدولي (العالمي) هو نتاج لتسخير واستغلال الموارد المتاحة، والعمل على توظيف الموارد غير المستغلة بما يؤهلها إلى أن تصنع لنفسها دورًا نتج عن توظيف إمكانياتها للبحث عن مكانة في النظام الإقليمي أو الدولي، من خلال السعي الدؤوب لتحقيق الأهداف المرسومة إستراتيجيّا، وهذه الأهداف يكون لها صلاحية ومدة معينة وهي تسمى بـ (صلاحية الأهداف) أي المدة المحددة لإنجاز الهدف، وفقا لعملية تخطيطية لبيئة الهدف الإستراتيجي، وبالطبع عملية التخطيط الإستراتيجي للأهداف مسبوقة بعملية تحليل بيئة الهدف الإستراتيجي الداخلية والخارجية، أي الاطلاع على كافة الفرص والتهديدات وتشخيص نقاط القوة والضعف في هذه البيئة، والأخذ بعين الاعتبار كافة المتغيرات التي من الممكن أن تؤثر في أداء الهدف الإستراتيجي، لكي يكون الفعل الإستراتيجي ذو كفاءة عالية ومردود يتناسب مع ما وُظف له من إمكانيات لغرض النجاح الإستراتيجي، هذا من جانب، أما من جانب أخر هناك خطورة على أي هدف يُعلن، وهذه الخطورة تعني عدم تحقيقه في المدة المحددة وبالتالي حدوث تشوه أو انحراف إستراتيجي في معالم الهدف، ويُعزى هذا التشوه أو الانحراف عن المسار المرسوم له هو نتيجة لضعف الرؤية المستقبلية التخطيطية لظروف البيئة الإستراتيجية المراد توجيه الهدف نحوها، وكذلك عدم تقسيم الهدف الإستراتيجي إلى مراحل، والتي تدعى "الأهداف التكتيكية" المرحلية التي هي بمثابة سلسلة متصلة مع بعضها بحيث لا يمكن الانتقال من هدف مرحلي إلى آخر دون نجاح الهدف الأول، وقيمة هذا النجاح تبنى على أساسها بداية الهدف المرحلي الثاني الذي يعتمد على معطيات نجاح الهدف المرحلي الأول، أي أن النتائج التي كانت متوقعة لن تتحقق بسبب عدم نجاح الأهداف المرحلية التكتيكية بشكل متتابع، وأيضا ضعف في المساحات الذهنية للمخطط الإستراتيجي وعدم شموله لكافة المتغيرات التي من الممكن أن تجعل من الهدف بمثابة مستنقع تغرق فيه عقول المفكرين الإستراتيجيين.
اِقرأ المزيد: قراءة في تقييم عمليات حلف شمال الأطلسي (NATO) على ليبيا من منظور إستراتيجي