التعليقات
ثانياً : أنا أؤيدك في الهرب من الديار و اللجوء إلى المنفى بعيداً عن القهر و التعرض لأجهزة القمع و التعرض للقهر و الذل اليومي ليحافظ المرؤ على إنسانيته و كرامته وعلى أولاده ، رغم مرارة أن يقتلع الإنسان نفسه من جذوره . و لست أدري و لعلي بالأحرى مخطئ هل يمكننا الاستشهاد هنا بالآية الكريمة رقم 100 من سورة النساء : و من يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كبيراً و سعة .
ثالثاً – حين ذكرت أن أمك الكريمة قد لعبت دوراً كبيراً في خروجك من الجزائر ، ذكرتني بأمي و هي واقفة على فيللتنا و هي تستحثني على سرعة ركوب السيارة وسرعة السفر ، وهي التي ما كانت تطيق فراقي لحظة. كان تظن المشوار قريباً و اللقاء قريباً .و كان ذلك هو المشهد الأخير و لكن لم يكن لهذه اللحظة ما بعدها . اختفى صوت أمي للأبد و لحقها أبي ولم يبق في البيت أحد فهدموه و أقاموا مكانه عمارة . كانت أمي تكتب لي : رضي الله عليك بعدد أوراق الشجر ، رضي الله عليك بعدد الحصى و الرمل ، رضي الله عليك بعدد أنفاسي الطالعة و النازلة ... حتى انتهت أنفاسها رحمها الله ، ومر على ذلك أكثر من عشرين عاماً و لم ينته مشوار السفر.
أسأل الله أن يعود السلام للجزائر و أن تعود و أولادك – و كل مهاجر - للجزائر و أن ترى أمك و أهلك بخير. أما أنا فإن عدت يوماً فسوف أذهب لأسأل عن قبر أمي و أبي ، لأقف عليه علّي أتحسس منهما شيئاً ، ملتمساً أن تسكن روحي قليلاً إن وقفت على القبر وقرأت و تصدقت و تفكرت و سلّمت و فوّضت .
فاكتب أنت في الغربة ما شئت و أنت بإذن الله سالم غير مقتول .
من اين ... او كيف احصل على هذا الكتاب
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة