قال الله تعالى: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} حاثا عباده المسلمين على التنافس والتسابق في الخيرات، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: (سبقك بها عكاشة) للصحابي الذي أراد أن يدعو له النبي صلى الله عليه وسلم بخير سبقه إليه صاحبه رضي الله عنهم أجمعين.
إن المواقف البطولية التي يبديها الشعب الفلسطيني تمثل شمعة مضيئة في ظلمات المواقف العربية المتخاذلة, وقد كان للمرأة من سفر النور هذا أوفر نصيب.
ووفق خطابنا العربي الذكوري يمكننا القول: «إن هؤلاء النسوة كنّ «أرجل» من كثيرين ممن يحملون ألقاب البطولة وأنواط الشجاعة المجانية».
قال أخي عبد الله ـ الذي يكبرني بعامٍ ـ موجهاً حديثه لأبي الصامت، وهو مفتَّح العينين، وفي فصاحةٍ لا يُحسد عليها:
ـ لا تُجهد نفسَك يا أبي، واسمعْ مني جيداً .. ما أقوله لك صباح مساء! .. أنا لا تُعجبني السلطةُ، ولا يعجبني الحكام، فكيف أنخرطُ في الكلية الحربية لأدافع عنهما؟!
إن الشعب الفلسطيني الذي اعلنت الحرب عليه من كل الجهات بما فيها جبهة الصمت العربي المريب، لم ينكسر على مدى كل سنوات نضاله. ولن تفت في عضده غيوم الخريف، ولا أمطار الصيف، ولا كل هذه التسميات التي ذهبت مع الرياح وان دفع ثمن ذلك غاليا وما زال. أما المنكسرون والمنهزمون فهم الهاربون من المعركة والصامتون والخارجون على الانتماءات القومية والعقائدية.
للذكرى فقط!
في غرفتي الحزينة أرافق الظلام وأصحب الصمت والهدوء ، والنوافذ الراعشة يطبق عليها السكون ، بين جدران أربعة وخيال سابح في لجة الآلام وقد رفع الأشرعة يبحر في الأيام بلا وجهة محددة.
هل نخاف من المجهول؟ أم نخاف من المعلوم؟
عندما كنا نشتري خروفا للأضحية، كنا نتركه يمرح في حديقة المنزل عدة أيام قبل وقت الأضحية. كنا نقترب منه، ويلعب الأطفال معه، دون أن تبدو عليه علامات الخوف أبدًا، بل كان أليفًا لطيفًا. ولكن عندما تأتي ساعة الحسم، كنت أجد الخروف ينقلب من وديعٍ مسالمً إلى عكسه تماما، ويلزمنا جهدٌ هائلٌ للقبض عليه أولا، ثم الحد من حركته ثانيًا، أما ثالثا فتأتي بسرعة شديدة لتنهي مأساته ويبدأ احتفالنا.