الحب قيمة كبيرة من قيم الحياة، ومصدر هام من مصادر الأمل، تزودنا معانيه بالخير وتدفعنا آثاره إلى نشر الفضيلة، ويفرض الواقع علينا البحث عن الحب في كل الاتجاهات وشحذ الهمم من أجل الظفر به لأن الحب هو السبيل لتماسك الأسر وترابط القلوب، وعامل مهم في تقوية العلاقات الإنسانية ضمن المجتمع الواحد، كما إنه الطريق السهل للفوز برضا الله عزوجل في الدنيا والآخرة. فيصبح الحب الدواء الشافي لمشاكل البشر والقاعدة الرئيسة لبناء الأسر ونهوض المجتمعات وتشييد الدول وتنمية البيئات.
رغم أنني بعيد عن وطني الجزائر , جزائر المليون ونصف المليون شهيد , جزائر الإستبسال و الثورة على الجيش الفرنسي و الحلف الأطلسي , إلاّ أن معظم الرسائل التي تردني , سواء عبر البريد الإلكتروني أو الإتصال الهاتفي , هي من المواطنين الجزائريين و الجزائريات , و أعترف أنني عقب كل إتصال هاتفي أو تواصل عبر الحاسوب تنبعث دموع حارة وساخنة من مآقيّ , لأنني بالتزامن مع قراءة ما يكتبه لي قرائي من الجزائر من الشباب والشابات ,
جميل أن يعيش الإنسان حياته مستمتعا بمختلف ألوانها وبهائها، مجسدا أمامه لوحة فنية تعلق على جدار الذاكرة بعز وافتخار، يتمعن فيها بعد أن يودع عقودا من الزمن ليرى مراحل العمر تمر أمام ناظريه كأنها شريط سينمائي بكل تأثيراته الصوتية والحسية ... لا أود الحديث عن كل ما يمر به المرء من مواقف وأحداث ومشاعر في مراحل الطفولة.. والمراهقة.. وفترة الشباب.. ثم الكهولة، بل فقط أود التركيز على تلك الكائنات اللامرئية التي تحوم وتجول في أدمغتنا وتسمى بالأفكار .
أحد الكتاب يواصل منذ فترة طويلة السخرية بالناس يمنة ويسرة، متجاوزاً أمر الله عز وجل القائل: «لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم»، ومعتمداً على إعجاب بعض الشخصيات والشرائح بلغة الاستهزاء بالآخرين واستصغارهم.
تطالعنا هذه الأيام أخبار منبثة في الانترنيت تعكس بصورة فاضحة الوضع المزري الذي وصلت إليه المجتمعات في المنطقة العربية ، أخبار قميئة عن جرائم قتل شنيعة للنساء ، وعن جرائم تشيب لهولها الولدان ارتكبتها نساء وأبناء ضد الزوج والأب ، علاقات محرمة بين المحارم ، وجرائم شرف وعنف ، وأخبار عن آلاف الفتيات اللاتي اضطرتهن الأحوال والأيام إلى إجراء عمليات ترقيع للشرف ! وأخريات كان من نصيبهن الذبح أو الفضيحة أو الانتهاء إلى بيوت الدعارة ، وأطباء جعلوا بضاعتهم الاتجار بالأعراض والأسرار ، وأشياء لاتثير القلق والقرف فحسب ، بقدر ماتؤكد الأوضاع بالغة السوء التي تفتك بالمنطقة حيث يرتبط السياسي بالاجتماعي ارتباطاً وثيقا في مهمة تدمير الإنسان وسلبه حريته وكرامته.