السؤال الأول: (درجتان)
مُراعيا أصول التلخيص التي تعلمتها، لخّص فيما لا يزيد عن أربعة أسطر رواية "ساق البامبو" للروائي الكويتي سعود السنعوسي.
الإجابة:
تزوج راشد الطاروف سرا بالخادمة الفلبينية جوزافين، التي أنجبت له صبيا سمّاه عيسى. تحت ضغط الأهل اُضطر راشد إلى إرسالها ووليدهما إلى الفلبين، حيث نشأ عيسى/هوزيه وقد حمّلته أمّه بفكرة أن الكويت فردوسه الموعود. لكنه حينما عاد للكويت، اكتشف أنها ليست كذلك، فعاد للفلبين حيث تزوج ابنته خالته التي طالما أحبها، وأنجبا صبيا، وعاشا في سعادة وهناء.
* * * * *
هكذا يمكنني تخيل سؤال منهجي قد يرد مستقبلا عن هذه الرواية. وهذا ليس مجرد تمرين على التلخيص، بل درس بأن القصة العامة ليست كل شيء، فإنما الروايات بتفاصيلها.
فحينما نتمعن في ملخص القصة، نجد -ويا للغرابة- أننا أمام شيء قريب من الميلودراما بكل المعنى السلبي للكلمة. شيء قريب مما قد نقرأه من القصص الشاجية في الصحف الفضائحية، أو المنتديات، أو ما قد يستعرضه برنامج تلفزيوني اجتماعي يهدف للإثارة. لكن مهلا! لا تحكموا على كتاب من عنوانه، ولا على رواية من ملخصها.
يقول عمر بن الوردي:
خذ بنصل السيف واترك غمده *** واعتبر فضل الفتى دون الحُللْ
القصة الواردة أعلاه كانت الغمد فقط، غمد بسيط في الحقيقة، لكنه يُقِل سيفا حادا ذي نصل موجَّه إلى مفاصل مهترئة في مجتمعنا.
عن دار القلم بدمشق عام 2007م./1428ه كان قد صدر ديوان شعري بعنوان: "قالت المرآة"، للشاعرة السورية الحلبية الراحلة/ لمياء عمر بسيم الرفاعي. -رحمها الله-، والكتاب من الحجم الصغير ضمن 224 صفحة، احتوت 56 قصيدة، موزعة على خمسة فصول، مصنفة بين الروحانيات، والمناجاة الربانية، والإنسانيات...
هذه المجموعة من القصائد من نمط القافية التقليدية العروضية هي التي تم نشرها، حيث توجد مجموعة قصائد أخرى لم يتم نشرها، وتم الاحتفاظ بها لخصوصيتها أو لموضوعها العام، علما بأن الكثير من القصائد قد تم نشرها في مجلات مثل "منار الإسلام" الإماراتية، وأخرى خليجية...
في المقدمة المدونة من قبل المؤلفة، بينت فيها أن تسمية الديوان جاءت من اسم إحدى القصائد التي هي من أحبّها إلى نفسها؛ لما عبرت فيها عن خلجات نفسها وخفقات روحها... وعن دورة الحياة المستمرة من الأزل للأبد على الوتيرة نفسها المقدّرة لها من الخالق جل وعلا...
تعدّ النظريات والمناهج النقديّة أدوات لسبر أغوار الظاهرة الأدبيّة؛ وليس غاية في حدِّ ذاتها، فالخطاب الأدبي كان البادئ في الإظهار؛ ثمّ تلته الممارسات النقدية، ولا يمكن أن تدّعي نظرية من النظريات شمولها للظاهرة الأدبية؛ إذ الأدب ظاهرة إنسانية، ومعلوم أن فهم الإنسان وفكره هي عملية جد معقدة تستلزم الإقرار بإشكالية المنتج الإنساني؛ وبالتالي إشكالية الأدب، ويعتبر النقد الثقافي مغايرًا تمامًا لجلّ المدارس النقدية التي ظهرت على الساحة الأدبية؛ من حيث المعايير النقدية والأداء الذي يجمع آليات المدارس النقدية المختلفة؛ سواء منها الداخل أدبية أو التي تنتمي لمختلف العلوم الإنسانية الأخرى؛ واستعاراته لأدواتها النقدية في نقد الظاهرة الأدبية، إذ نجد أنّ "عمل الناقد يتحدد أساسًا في تحرِّي الموضوعية والروح العلمية في التعامل مع الظاهرة الأدبية لأنّه تعامل مع الذات المنتجة وسط بيئة سياسية واجتماعية وتاريخية"(1)، وبهذا أصبح النقد الثقافي نقدًا تكامليًّا يجمع بين مختلف النظريات النقدية، ويخلص من خلالها في الأخير إلى تطبيق منهجه الخاص لاستكشاف الأنساق الثقافية بعد استخراج الظواهر الأدبية المعروفة مسبقًا؛ بفضل النظريات المختلفة للنقد.
(نشرت في جريدة الراي الكويتية، 4 يونيو 2013، صفحة 38)
الرابط النصي || نسخة PDF
لطالما كانت الحكاية غربية السرد أيا كان دراكولا الذي نتحدث عنه، سواء أكان ذاك الذي يظهر في أفلام الرعب، أم كان "الكاونت" دراكولا المسلي الذي يظهر في النسخة الإنكليزية "شارع السمسم" ويعلّم الأطفال العد. الجديد في رواية "المُخوزِق" للروائي السعودي أشرف إحسان فقيه هي أننا نسمع الحكاية بلسان مشرقي.
تشغل القضية الكردية جانبًا من الأعمال النثرية للأديب السوري سليم بركات، وربما كانت الكتابات المُعَنونةبـ: سيرة الصبا؛ فقهاء الظلام؛ الريش؛ وهي الأعمال التي وقعت بين يديّ؛ أبرز ما يعكس معاناة الكرد ووعيهم لقضيتهم، وقد اصطنع بركات لغة شعرية شفافة استنطق بها الشجر والحجر والطير، وأدار معها حوارًا أسهم ببراعته الفائقة في رسم إنسانية تلك الموجودات رسمًا متقنًا. غير أني سأرجئ الحديث عن البنية التركيبية اللغوية لأعود إليها في دراسة مستقلة إن شاء الله، وأريد هنا أن أركز على الجانب الفكري الذي يتعلق بهذه القضية والذي تُسهم الأسماء المختارة للشخصيات بعناية في كشف الستار عنه.
يشكل مبحث تحليل الخطاب أحد أهم المباحث التي انتشرت في القرن العشرين، باعتبار أنّ هذا القرن هو قرن نقد بامتياز، إذ تناسلت فيه المناهج النقدية وتطورت فيه النظريات اللغوية، وإن كان الأدب أساس كل هذه المباحث، فإن تطور النظريات لم يقف عند المادة الأدبية بل يتعداها إلى كافة الإنتاجات اللغوية الإنسانية المختلفة، وفي أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، اهتم العديد من الباحثين بتحليل خطابات المشاهير، طبعًا للطلب المتزايد على خصوصياتهم ومحاولة فهم دواخلهم وتقديمها للجمهور الفضولي المتعطش لمعرفة أخبارهم، وهذا ما جلب اهتمام دور النشر والجرائد والمجلات طمعًا في بيع أكثر وربح أغزر، و لما كان من المشاهير رجال السياسة فإنّ تحليل الخطاب السياسي أخذ اهتمامًا مضاعفًا سواء لأن مقدميه من المشاهير أو لأن الاهتمام بالشأن السياسي هو اهتمام بشأن جمعي وعام.
بدأ النقد مع وجود الإنسان, الذي أعطى أحكاما لكل ما يحيط به, و لما كان الشعر محور حياة العرب في الجاهلية؛ فقد اهتموا بنقده كما اهتموا بنظمه, فعقدت مواسم وأسواق خاصة بالتحكيم والحكم على القصائد المختلفة، القادمة من بطون أحياء العرب وقبائلهم, حتى حكم على القصائد بأحكام الاستحسان أو الامتعاض, و ظهرت منها القصائد المستَحسَنة كـ: اليتيمة- المنصفة - المسمّطة- المنقحات- المحكّكات- المقلّدات- الحوليات... وبعد مجيء نور الإسلام, و إن قيل بوهن الشعر فلم يقل بوهن نقده, إذ الوهن أصلا حكم نقدي لهذا الشعر, وقد تطور النقد خلال القرون الأربعة الأولى, فهذا ابن سلام الجمحي يضع كتابه: «طبقات فحول الشعراء» وثعلب يضع كتاب: «قواعد الشعر» والمبرد
الصفحة 9 من 32