-1-بثيابٍ رثّة غسّلتها للتّو في النهر
وشعر غجري يصطبغُ بمعاناتها
جلست على قارعه طريقٍ مُتهالك
ترقبُ العابرين من هنا..ا
الأبطال وحدهم يظهرون على خشبة المسرح
وغيرهم يرتدون الاقنعه خلف الستار.
واحد يلقي على أهدابها تحيه المساء
وآخر يرمي بوجهها دمية مُهترئه
غريبةٌ تلك الوجوه العابره على مرفىء الحياة
تتمرغ كل صباح بماءٍ كالمهل. .
يشوي نقاءها..
يُخربش آيات الروح الصافيه
التي فُطرَ عليها آدم وما فتأت أمّنا حواء على ترتيلها..
تستدركُ بعينين ملؤهما الياسمين. . تُقبلُ جبهة السماء و تجهش بطُهر :
رُباااااه.. زمّلني بلطفك, واخصف على قلبي من أوراق رحمتك!
وتغفووووو على أجنحة السماء بسلام . . كطفلٍ أتم رضعته على صدر أمه !
-2-
على صياح ديكة الصباح تنهض
تُرتلُ تعويذه الصباح
" الله قلبي . . وفي عينيّ السماء . .
الله قلبي . . وفي عينيّ السماء . .
الله قلبي . . وفي عينيّ السماء ".
تُلملم جدائلها القمحية . .
تُداريها من ديمه شيطانيه
تخشى أن تنهمرُ عليها بغتةً
في اللاوعي لا ندرك حقيقة الأشياء
وفي الوعي لا نُدركُ إلا الاحتماء منها..
على عجالة ترتشفُ من رحيق العسل الأشقر
وتنطلق حاملةً سلة القش البريّ الى الحقل
تسيرُ حافيه القدمين.. يُدغدغ العشب أطرافها الحريريه
تقطفُ التوت بإحاسيس صوفيه
ايماننا الدفين بخفقات الموجوداتي
مدنا بقوة خرافيه تضاهي أي قوة في العالم..
على حين غرّه تُداعب وجنتيها نحلة لعوب
قد تبللت للتو برحيق زهره
ترفلُ بألوانٍ ملائكية
بفرح تقترب ..تقترب أكثر
وتوشوش في أذنيها الطريتيّن بلغةٍ فينانة :
الأفاعي وحدهم من ُيهتكون شريان الإنسانيه !
-3-
هناك.. في تلك المساحات المُخضوضره
التي تجتمع فيها عادةً النسوة اللائي يُثرثرن
تجيء على استحياء حاملة بيدها سلة القش المليئة بحصاد اليوم من التوت
وفي يدها الأخرى خبزا جلبته اليهن من الفُرن
تتناول كل واحدة منهن رغيفاً بنهم ..
تحوم قطة بريئة حولهن قد اشتمت للتو رائحه الخبز الساخن
تتناول - بعينيها النزقتين- الرغيف بشغف
تزجرها إحدى النسوة وتركلها بضجر
"مواء . . مواء . . مواء "
وتأفل !
" هؤلاء يصنعون الرغيف ولا يحملون للمنكوبين حتى الُفتات ! "
-4-
في هدأه الليل .. ومع انسياب رائحة المطر
تٌشجذب أكاليل روحها العطره
تُشعلُ شمعه خجلى تحت الشجره
وتكتب على أوراق التوت المُتدليّه :
لا بقاء إلا للخير والحب والجمال
لا بقاء إ لا للخير والحب والجمال
لا بقاء إلا للخير والحب والجمال
لا بقاء إلا للخير والحب والجمال
لا بقاء إلا للخير والحب والجمال
بنبضِ :
شهرزاد
30. آب . 2008
التعليقات
سبحان الله العظيم وبحمده، الذي أعطاكم واحة أمان ورياض جنان، تلجؤون لها كي تعبروا بهكذا شعور، وتنقلوها لها قصة أو قصيدة أو خواطر، تذكرنا بهكذا مشاعر، فإنني أخشى أن ننساها لولا رحمة الله ثم إبداعاتكم.
لكني أجد بأن سحر حروفك هذه أشهى يا سارة إذ تؤرجحني من حنين يضنني إلى شوق يشفني فأضيء حين أقرأك ! فقد جعلتني أتوغل فيها حتى الظمأ وأدركت معها ما ليس يدركه البياض ، و وجدتك كما عهدتك بلغة صافية و أسلوب موجز سلس ، أليست حروفك سرالأبداع؟ أو لست خنساء الأدب القريب؟:-)
أسأل الله العلي القدير أن يدوم عليكِِ الضرب في العمق لبعث حياة أدب الأمة و إعلاء الكلمة السامية الرفيعة.
هذا و أود أن أتطرق لقضية طال فيها الكلام و مازال و أعتقد أنها ستبقى قضية محورية في النقد
والإبداع على حد سواء وأعني بها صلة الأدب بالواقع، لأن الإلحاح في العمل الأدبي على الواقع
والاهتمام به بحيث يأتي على حساب الشكل و الفن يلغي الجانب الجمالي فيتضرر الأدب و النقدأيضاً حتى أن فردية الأديب اضمحلت نتيجة الإهتمام بالواقع على حساب الفن و الخيال و الجمال .
و نصك يحمل فلسفة تحيا من خلالها الشخصية التي لا تنفصل عن المبدع في غالبية الأحيان و لعل مثل هذه النصوص سيجد فيها القارئ متعة و بؤراً تروض النص ، و قراءته تفتح أفق التحليل يا سارة
و لا مراء أن الكتابة عند المبدع الحق تتم بعد نضج فكري و رؤية متفاوتة الدرجة واضحة تعلقت بذهنه عن طريق احساس تولد لديه بعد معاناة و تجارب مريرة و حلوة و شاقة مع ما يحمل من أفكار و أذواق شخصية و تأثير خارجي استحوذ على قواه الداخلية.
لكني لا أقول إلا أن التجريب قرين الابداع لأنه يتمثل في ابتكار طرائق و أساليب جديدة في أنماط التعبير الفني المختلفه فكوني كما أنتِ بنصوصك التشكيلية الجميلة و ليرشف القراء مذهولين جمال حروفك لأن بتألقك تنجلي عتمة الابداع فأرج من فرحي هذا الكون.
و سأظل أبعث دوماً قلبي لكٍ رسول سلام ليحرس نبض حرفك ألا يمر عليه القتام!
و في الختام لكٍ مني زهيرة وحيدة فوق عودالحُبّ
لامست شيئاً يسكنُ الأعماق.. ويربو على سفوح الذات !
أشعر أن روحاً خضراء شفيفة تسكنني .. تبذرُ في داخلي إحساساً ملائكياً إتجاه كل ما ينبضُ حياةً
أعشقُ كل شيء..كل الموجودات..كل الكائنات.. كل عابرٍ يمرق من أمامي !
فأحيلُ أوراقي إلى رياضٍ غناء تموجُ بما أراه وأحسه وأستشعره في عالمي الخاص .
لعبورك كل الفرح
آنستي ..
مُدهشةٌ أنتِ..مُدهشة !
في كلّ مرّه تهبيني نوراً من روحكِ الوضاءّه, وصفحات بيضاء كقلبكِ الطفلُ يا مُنيرتي .. تأتين وأنتِ تحملين بيديكِ اليانعتين ياسمينة غضّه تغرسينها بين حروفي وترحلين ! ... وتتركيني هنا وحدي أعيش معها حالة عشقٍ خرافيّه ؛*
منيرتي..
لعمري أن الكاتب الجيّد لا يمكنه أن ينفكُ عن نسجِ شخوصاً قصصيّه تدرك البياض حتى في الظلمة, وتتهادى في جنبات الكون الفسيح لتقول : لا بقاء إلا للحب والخير والجمال ! .. فعلى الرغم من عتامه شيئاً من واقعنا إلا الكاتب الحاذق هو من يعالجها بمضاداتها!!!..أوليست سلطانه ألف ليلةٍ وليله " شهرزاد " داوت جراح مليكها " شهريار " بما كان يُعاني منه من عقدة إتجاه النساء ! أما استطاعت بعذوبتها أن تحكي له أساطيراً عن الظلم والطغيان والجحود والعصيان وما آل إليه أصحابها, ليدرك فداحة صنيعته ؟ وأما استطاعت بأنوثتها الطاغيه وفتنة حديثها وطاعتها له وانصياعها لما يحب ويرضى أن تعكس : شرف النساء العفيفات ورقتهن وعذوبتهن ! ..إذن المسأله يا عزيزتي مُتعلقه فينا .. والسحر كامنٌ بلا مراء فينا أيضاً !
عزيزتي ..
سأبقى كما عهدتيني وكما تحبين أن أكون عليه دوماً , فلا يخفى عليكِ يا رفيقتي أنني عندما أهيمُ بلحظة تجلي أدبيه .. لا أعرف سوى أن أكتب .. ولا أشعر إلا أنني أود أن أكتب.. ولا أهدأ إلا بعد أن أكتب !
أكتبُ في كل مكان.. حتى على أهداب طفل..وشيب كهل..وعصا مكفوف..وأنامل عاجز!
أحياناً تعتريني رغبة مجنونة... أن أحيل هذا العالم إلى كلمات..كلمات..كلمات ! .. تضجُ فتنة وعذوبة ورقة , وتجعل العالم أجمل مما هو عليه , أليس لي الحق في ذلك ؟ !
منيرتي..
حضوركِ الطاغي جعلني أبوووووح بجذل في هذه المساحة, لذا أحييّ حمائم روحكِ النزقه التي جعلتكِ تتبختربين في متصفحي كأميرات العصر الفيكتوري بالفستان الأحمر المنفوش وقلنسوة الدانتيل البيضاء ؛)
وفي الختام لكِ مني شوكولاته موزارت النمساويّه التي نعشقها ؛)*
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة