تظن بأن وجوههم خُلقت عابسه جامده لا تعرف قسمات الابتسام .. وان قلوبهم غُمست ببحارٍ من الألم وعصفت بها امواجًا من الغضب .
انهم يكثرون الانتقاد ولا يرضيهم شيء , يركزون التفكير على المشكلة ولا يأبهون بحلّها , يمسكون الشوك بأيديهم مغمضين اعينهم عن جمال الزهر , يرون الربيع صحراء قاحلة و الأمل كهلاً يوشك ان يقع بقبره .!
إنهم فئة من الناس ظلت عقولها طريق الصواب , وحارت في أروقة الجهل والظلمات ..
انهم رأوا الحياة من زاوية معتمة , ففشلوا في فك طلاسمها وحل ألغازها .!
أمورٌ كثيرة غابت عنهم .. واستعصى عليهم ادراكها .. فهاهم يتخبطون في الحياة بين اليأس والحزن .. ضحكاتهم آهات .. وافراحهم معتمه ..
فحتى لا تكون منهم -ونسأل الله تعالى ان لا نكون منهم- فعليك ان تفهم :
- ان الحياة ثلاثة أيام .. أمسٌ قد مات ولا سبيل لارجاعه , ويومٌ تعيش في كنفه
إما سعيد او شقي , وغدٌ كُتب ما سيتلقاه فيه وغُيّب عنك .
فلا تعيش اليوم ألمًا وحسرةً على الامس ولا خوفًا وتوجسًا من الغد .!
- أن الجد والاجتهاد هو سر الحصاد والصبر والمعاناة فيهما اللذة التي تنسينا
الألم .. وان الكسل والخمول مقبرة الانسان .!
فلا تتمنى على الله الاماني وانت تتقلب بالفراش .. ولا تبني على الماء احلامك .
- أن اليأس والقنوط ظُلمة لا يرى بها الانسان غير السواد .. وأن الأمل والتفاؤل بستانٌ زاهرٌ بأجمل الامنيات .!
- ان الحقد والحسد والكذب والخداع آفاتٌ تحيل القلوب لقطعٍ حجرية .. وان الحب والتسامح والرحمة نسماتٌ زكية تجذب القلوب وتآلفها ..
فلا تكن مثلهم قلوبهم متكدرة واحزانهم متكاثرة والناس من حولهم متنافره .!
- ان التكبر والغرور يحقّران الانسان بعين بني جنسه .. وان التواضع يجعل الفقير ملكًا ..
- ان السعادة إنما هي صفاء القلب وراحة الذهن والأنس بالله .. وليست حفنة من المال وجمعٌ من رفقاء السوء و مُتعٌ فانية ..
انها معادلاتٌ بسيطة .. من فهمها فهم الحياة ..
التعليقات
- ليس المهم، ماذا تملك إنما المهم، كيف تستغل ماتملك
- سعادة اللسان في قلة الكلام .. وسعاد البدن في قلة الطعام
كل الشكر
تلك المعادلات والخبرات التي يجب أن يتسلح بها الإنسان..
حتى، فقط، ليعيش..
مقال جميل..! شكراً ..
بلى، هي معادلات لو عقلها الناس لصلح حالهم في دنياهم،التي هي زاد آخرتهم لكن أكثر الناس عن آيات ربى لغافلون.
أضيف عليها قول أبا القاسم (صلى الله عليه وسلم) في حديثه الشريف الذى رواه أنس ابن مالك (رضى الله عنه): "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسه." وقد صححه الألباني عليه رحمه الله.
وهذا الحديث مصداقا لقول الرحمن الرحيم فى كتابه العزيز: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" [سورة القصص - الآية 77ٍ].
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة