" مشكلتى هى حب النظر للنساء رغم أنى متزوج وقد نصحنى البعض بكثرة الصوم ولكننى أنظر وأنا صائم أيضاً ! ماذا أفعل ؟!"
" زوجى ملتزم ومتدين ولكنه لا يغض بصره عن مفاتن النساء فى الشارع وأماكن العمل حتى أنه جرحنى يوماً أثناء علاقتنا الخاصة وقال لى أنه يتشوق للقائي ليلاً نظرا لما يتعرض له من كثرة النظر طوال اليوم للنساء .. ومن يومها وأنا لا أحب علاقتى معه ولا أصدق كلامه عن حبه لى .. ماذا أفعل؟"
"زوجى يحكى لى عن مفاتن النساء وملابسهن وأشكال ماكياجهن وسحر عطورهن فأغضب منه لأنه لا يغض بصره عنهن ولكنه يعاتبنى وينهرنى قائلا : اتق الله أنا رجل متدين .. ماذا أفعل وهل التدين كلام يناقض الفعل هكذا ؟!"
هـــذه كلها وغيرها أسئلة نطالعها جميعاً فى أبواب الفتوى والإستشارات بالمواقع الإسلامية وفى برامج الفتاوى بالفضائيات .. ترد إلى المفتين والمستشارين من النساء ومن الرجال ومن الشباب حول فتنة النساء .. وعدم القدرة على غض البصر !
ويتفضل السادة العلماء والشيوخ بالرد عليهم جميعاً بسرد الآيات والأحاديث التى تحث على غض البصر , واجتناب المحرمات , ويزيدون فى الجرعة الإيمانية للسائل بتذكيره أن الأمر ليس سهلا فالنظر بريد الزنا والعين تزنى وزناها النظر .. إلخ ما نعرفه جميعا من خلال قراءاتنا لتلك الردود وبالطبع هناك رد على " ماذا أفعل " بسلسلة من النصائح التى منها الصوم أو التعجيل بالزواج إن لم يكن متزوج وتقوى الله إن كان متزوجاً!
فهل ارتدع محبي النظر عن النظر ؟!
الإجابة هى أن أغلبهم هم هم كما هم بل وربما يتفاقم الأمر ويتوسعون فى استباحة النظر, خاصة مع قدوم الصيف وارتفاع الحرارة مما جعل الموضات النسائية تتجاوز الوصف والشف إلى أشياء أخرى مما أبدعها العقل "البشرطانى" وعليه انتشر النظر بشكل هو الآخر سرطانى !
وليس مرد الأمر فى عدم الإقلاع هو أن المفتين والمستشارين قد قصروا فى إجاباتهم ولكن ربما لأن هناك أبعاداً أخرى كثيرة غائبة فى الموضوع برمته, ويظهر الأمر وكأنه لغز محير كيف إننى متدين ولا أغض البصر ولا أستطيع أن أمتنع أو أتوقف .
وفى الحقيقة أن كلمة " لا أستطيع هذه " مغلوطة وهى بيت القصيد لأن الأمر ارادى .. غض البصر بإرادتك و, وعدم غضه بإرادتك أيضا!
وما يحدث هو أن من لا يستطيع هذا قد برمج نفسه على الأمر فأصبح عادة, السر كله إذاً فى البرمجة .. نعم .
وكل من يقوم ببرمجة نفسه على شئ بشكل سلبي أو ايجابى يمر باختصار بالخطوات التالية :
- تكرار لسلوك أو اعتقاد أو قيمة .
* تصدر بشكل تلقائي .
* يقوى باستمرار كلما تكرر.
* يحرص على هذا البرنامج ويخلق فى نفسه هوى ورغبة فى الإستمرار فيه .
وتتركز هذه البرامج فى العقل الباطن – يحوى 150 مليار خلية برمجة ! - بعد أن يمليها عليه العقل الواعى ولاحظ هنا .." العقل " إذا من يحب النظر عاقل غير مسلوب العقل فضلا عن الإرادة أى انه لا عذر له بحال !
ولكن كيف تتم البرمجة بالنسبة لمن لا يغض بصره ؟
تتم برمجة " العين " على الفعل وتكراره , إلى أن يصبح الأمر عادة تتم بشكل عفوى وتلقائي بمجرد توافر المثير الحسي ويتكرر الفعل " النظر " حتى يقوى فى نفس الفاعل ويتعلق به قلبه ثم يسعى إليه وإلى تكراره وبمجرد دخول " الهوى " فأنت بذلك تكون قد ضمنت استمرارية البرمجة وبنجاح .. وتفضل بقبول خالص التهانى والتبريكات الشيطانية فزت بالنظر وحرمت الـ" البصيرة " !
الطريقة ذاتها ولكن بشكل عكسي تتم مع من " أراد" - وضع تحت أراد هذه عشرة خطوط - أن يبرمج نفسه على غض البصر , وهكذا الأمر مع كل شئ فى الحياة " إرادة " ! .
وصدق الحبيب الصادق " إنما العلم بالتعلم , والحلم بالتحلم .." , كل شئ يمكنك برمجته إذاً, كل سلوك وكل خلق يمكنك الإقلاع عن السئ منه والتحلى بالإيجابي منه أيضاً.
والإنسان فى ذلك مخير بين أن يبرمج عقله بـ " برامج السعادة " أو " برامج التعاسة " .. أما برامج السعادة فهى تلك التى تحمل قيمة أو سلوك أو فكر واعتقاد إيجابي وهى بعكس برامج التعاسة التى تحوى قيمة أو سلوك أو فكر واعتقاد سلبي .
وإذا ما تأملنا سلوك " حب النظر للنساء " أو بعبارة أخرى " عدم غض البصر " لتبين لنا أنها برمجة سلبية تؤدى إلى تعاسة صاحبها فى الحقيقة برغم ما يبدو له ظاهراً من تحصيل متعة ما أو لذة ما من النظر , فزائغ العينين يتقلب بين المناظر لا يبرحها ولا يشبع منها كمن يشرب من الماء المالح لا يزيده الشرب إلا عطشاً ثم حسرة لفوات عمره ووقته وذهاب عقله , هذا فضلا عن تراجع البصيرة عن قلبه وبعده عن ربه وثوابه وجنته ورضاه .. وفى النهاية يعود صفر اليدين والقلب والعقل بسبب نظرة لم يستطع أن يطول بعدها شئ مما رآه واشتهاه , أو نظرة أفلحت فى توريطه بعمق فى الحرام فخسر دينه ودنياه .. عدم غض البصر برنامج ناجح ومؤكد للتعاسة .
قال لى أحدهم : هذا كلام نظرى , فلو جاء الصحابة إلى عصرنا لما استطاعوا غض بصرهم !
وإمام اصراره " البشرطانى " على برمجته السلبية أجبته قائلة : إنها إذا وصفة ممتازة وسهلة وبرنامج ميسر , وعروض مجانية" sale" وفرصة لا تفوتك لــ" التعاسة " .. فاحرص عليها !
التعليقات
لذلك فهذه حجج باطلة يتحجج بها الرجال -إلا من رحم ربي- ليطلقوا النظر علي مبدأ النظرة الأولي لك والثانية عليك. وتجد هذه النظرة عند أحدهم تطول إلي ما شاء الله!
لا أنكر أن المرأة التي لا تتقي الله في ملابسها لها دخل لكن أين الحياء في الأساس؟ الحياء -ببساطة شديدة- حالة عقلية محضة فما دمت تعرف أن التي أمامك هذه اخت لك وإنسان مثلك وليست للزينة والفرجة فسوف تتق الله فيها حتي لو لم تتق الله هي في نفسها وتسأل الله لها الهداية.
كذلك الأمر بالنسبة للفتيات التي لا يقمن بغض البصر لكن الأمر أقوي عند الرجال.
وختاما: من لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل.
فأجاب : كنت أرد بثلاث على ثلاث ..
من قال: لا أستطيع، قلت له: "حاول"
ومن قال: لا أعرف، قلت له: "تعلم"
ومن قال: مستحيل، قلت له: "جرب"!
مرحبا بك أستاذتي الفاضلة إلى أسرة كتّاب ناشري، نتشرف بانضمامك ونتطلع لقراءة مقالاتك القادمة.
انت كما أنت واعدة من يومك ومشروع عقل وقلم فتاة مسلمة مستقبلها مشرق إن شاء الله .. رعاك الله يا رهام وحفظك وإلى الأمام يا عزيزتى.
علي ذكر نابليون، فإن كان أحدهم قال لك أن هذا كلام نظري فأحدهم ايضا -أخوك- يقول لك أن الرد علي هذا بسيط جدا في نقاط ثلاث:
أولا: "لو" تفيد التمني بالإضافة إلي أن الصحابة (رضوان الله عليهم جميعا) لا يصح أن نقحمهم هكذا في الأحاديث لذلك فالحجة مردودة علي صاحبها
ثانيا: الصحابة (رضوان الله عليهم) ما كانوا سوي دعاة الإسلام بصورته الصحيحة وليس الضبابية التي يحترفها الكثير إلا من رحم ربي لذلك بإفتراض أنهم في عصرنا فما كانوا ليتوانوا عن الإصلاح علي مبدأ ما عليك إلا البلاغ.
ثالثا: سورة "يوسف" في القرأن الكريم ليست أحسن القصص من باب الحكايات بل من باب العطة، فـ "يوسف" (عليه السلام) وضع في أقصي إختبار يمر به رجل: إمرأة ذات مال وجمال وسلطة لكنه يخاف (يستحي) من رب الناس وليس من الناس.
معذرة إن كان الرد طويلا.
وختاما أفلا يعقلون؟
القانوني التابع لجمعية المحامين الكويتية
زوجته المحترمة.فانظرسهم ابليس
لي تعليق صغير علي سهام إبليس: إبليس (عليه من لعنة ربي إلي يوم الدين) كيده كان ضعيفا كما أخبرنا ربي (سبحانه) في القرآن الكريم. الأمر في هذا الموضوع يرجع إلي النفس البشرية الأمارة بالسوء والتي لا يردعها شيء إلا تقوي الله.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة