التعليم المغربي في غرفة العمليات من جديد
- التفاصيل
- مقالات
- مقالات اجتماعية
- في: الأحد، 20 أيلول/سبتمبر 2015 15:45
- أحمد هيهات
- القراءات: 6736
التعليم المغربي في غرفة العمليات من جديد
الفهرس:
- الواقع الموجود.
- المستقبل الموعود.
- بواعث وخلفيات.
- تعليق وأمنية.
- محض تساؤلات.
- ختامه اقتراحات.
- الواقع الموجود:
يقول المثل العربي:"استقبال الموت خير من استدباره"، ويبدو أن النظام المغربي قد استوعب هذه الحكمة وعقد العزم على الأخذ بمحتواها، وذلك من خلال الاعتراف بأن سكتة قلبية جديدة تصرع تعليمنا المغربي منذ أمد مستطيل متماد، بلغت به حد الموت الإكلينيكي الذي يقتضي دخولاً مستعجلاً إلى غرفة الإنعاش، وتدخلاً جراحيًا عميقًا ودقيقًا، وذلك استنادًا إلى توصيف أعلى سلطة في البلاد - انطلاقًا من الخطابين الملكيين لعشرين غشت من سنتي 2012 و2013 – لتعليمنا بأنه قد ارتد وانكفأ وساء وانحدر إلى دركة وضيعة استدعت تعبيرًا قويًا وحادًا من قبيل:"إن ما يحز في النفس أن الوضع الحالي للتعليم أصبح أكثر سوءًا مقارنة بما كان عليه الوضع قبل أزيد من عشرين سنة" (خطاب 2013).
بالرغم من الإصلاحات الكثيرة المتعاقبة والقياسية بالنظر إلى المساحة الزمنية التي استوعبت هذه الإصلاحات التي انطلقت منذ 1957 مرورًا بإصلاح سنة 1960 - 1964 ثم إصلاح 1966، ليعقبه إصلاح 1985 في إطار تطبيق سياسة التقويم الهيكلي التي انطلقت سنة 1983، وجاء بعده الميثاق الوطني للتربية والتكوين الممتد بين 1999 و2009 ليأتي بعده المخطط الاستعجالي 2009 - 2012، وبعده برنامج عمل وزارة التربية الوطنية 2013 - 2016، الذي أعلن عن نهايته بتبني الرؤية الإستراتيجية 2015 - 2030.
وبعد كل هذه الإصلاحات وما رصد لها من اعتمادات مالية وما بذل فيها من مجهودات بشرية، وما بدد فيها من أوقات غالية، لم تفلح هذه الإصلاحات ولم ترفع للأمة لواء ولا منارًا ولم تعظم لها شعارًا، بل كانت النتيجة بعد كل ذلك خفي حنين، وكان التقييم النهائي بصيغة التحقير "أكثر سوءًا" ما يعني أن هذه الإصلاحات قد أفرزت عكس ما كان مأمولاً ومنتظرًا منها، ورجعت بالتعليم القهقرى أزيد من عشرين سنة إلى الوراء، بما يفيد أن الإصلاحات تقول ما لا تفعل، وقديمًا قال جرير:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعًا ** أبشر بطول سلامة يا مربع