"يهوه هو ربي. يهوه القاسي الفظ المتلفع بجلود الوحوش التي قتلها، كهمجي خارج من أدغاله، ومن حزامه تتدلى بلطة. وبهذه البلطة يفتح قلبي ويدخل." هذه جملة مقتطعة من حوار دار بين نيكوس كازنتزاكس وبين فتاة في حديقة1.
يغلب على ظني أن القارئ لن يتوقف عند الجملة المقتبسة أعلاه بسبب ورودها على لسان غير مسلم. ويغلب على ظني أيضا أن بعض القراء سيستهجن سوء الأدب مع الله فيها.
حزمت القيادة السياسية الإسرائيلية أمرها وقررت ، بالتواطؤ مع إدارة جورج بوش ، رفض وقف النار إلاّ بعد نشر قوة دولية رادعة في جنوب لبنان . قرار إسرائيل هذا يتطلب إحتلال قواتها البرية على إمتداد الحدود بينها وبين لبنان شريطاً بعرض ستة كيلومترات . وقد تستوجب المتطلبات السياسية واللوجستية توسيعها لتصل الى تخوم نهر الليطاني .
شهد العدوان الثنائي الأخير على الأراضي الفلسطينية ولبنان ظاهرة ، قد لا تكون جديدة في بعض مظاهرها وحجمها . الا انها هذه المرة اصبحت تحتل مكانة الصدارة ، وليس لها الا عنوان واحد هو حرب البنى التحتية . وهذا ما يحدث على ارض الواقع في كل من فلسطين ولبنان.
نعى عمرو موسى، بلا أسى، "عملية السلام". حسناً فعل. ما عاد بإمكان احد من العرب والعجم والمسلمين أجمعين أن يرتضي العيش مع هذه الكذبة الكبرى .. غير أن إعلان الوفاة يستتبع طرح بعض الأسئلة:
هل يمكن للجرائم أن تكتسي بصبغة مناطقية؟
نعم الجرائم اللغوية واللهجية منها تحديدا تفعل كذلك عادة!
الحياء والخجل مفهومان ملتبسان في كثير من الدول العربية وخاصة لدينا في منطقة الخليج. فكثير منا يرى أن الحياء يعني الخجل عندما نقول "فلان يستحي"، وما أنأى وأرفع الأول عن الثاني. وبهذا اللبس نصفع الحياء لغويا دون أن ندري، ويا لها من جريمة.
زرت الكويت زيارة قصيرة جدا الأسبوع الماضي، وكان للسرعة التي رتبت فيها الزيارة، مع الفترة القصيرة جدا التي قضيتها فيها، أثرا غريبا في نفسي، ساهما، مع مشاعر قديمة أصيلة في اضطرام قلمي بعد طول سبات.