مقالات
- التفاصيل
- حياة الياقوت By
- مقالات -
- القراءات: 12826
خففِ الوطءَ يا سليمْ
فما الحالُ عادَ كما كانْ
و لا العاقلُ و لا الحكيمْ
أسماءُ الأشياءِ باتتْ أشلاء ْ
و الحكمُ هنا للئيمْ
- التفاصيل
- د. جاسم الفهيد By
- مقالات -
- القراءات: 12832
- التفاصيل
- د. محمود الكبيسي By
- مقالات -
- القراءات: 11446
لدي نسخة من كليلة ودمنة ليست موجود عند أحد غيري ، وقلبتها هذا اليوم ، فوجدت فيها الحوار التالي:
قال كليلة : أسمعت ـ يا دمنة ـ بهذا اللعَّان ، الطعَّان ، صاحب الخيال الغريب ، والتنبؤات الكافرة الفاسقة؟ إنه رجل جسمه في لسانه، ولسانه في فضاء لا يحد ، وفضاؤه هو اللعن ، والطعن ، وترتيب الأخيلة ، وإخراجها مسرحية ، لا يلبث أن يناقض نفسه بمسرحية أخرى ، ويناقض المسرحيتين بثالثة ، وهكذا إلى ما لا نهاية .. ، وهو يتمثل قول القائل : ( طوبى لمن شغله شتم عدوه عن النظر في عيوبه !! ) . وقول الآخر : ( اشتم عدوك ، تنتصر عليه ) . وقول الثالث : (إياك والنظر إلى عيوبك التي دخل منها عدوك).
قال دمنة : لعل صاحبك هذا ـ يا كليلة ـ مضطرب العقل ، ممسوخ الفكر ، منحرف النظر ، فدعني منه ، ولا تشغلني بترهاته .
فتابع كليلة : إنه رجل لم ينظر يوما إلى نفسه في مرآة ، ولم يراجع حساباته في مصرف ، ولا أعماله التجارية في سوق ، ولا إنتاجه اليومي في مصنع ، ولا أولاده الصغار في منزل ، إن عيونه تسمرت نحو هدف ، فلا تتحرك إلى غيره ، ولسانه امتد إلى الطعن واللعن ، فلا يرده إلى فمه ، وعطل كل وظائف عقله التي وهبه الله ـ تعالى ـ إياها إلا وظيفة الكلام ، والنظر ، هذه هي مملكته التي كثيرا ما يتباهى بها .
قال دمنة : ألم أقل لك ـ يا كليلة ـ دعني من هذا ، ولا تستفزني ؟
فتابع كليلة ـ لا يلوي على اعتراض دمنة ـ : ما أجمله تراه متكئا على أريكته ، يرتشف شايه ، أو يدخن دخينته ، أو يمسح شاربه ، أو هو بالثلاثة يأنس ، فينبري ليقص على الحاضرين اكتشافاته في تحليل الأحداث ، وتقعراته في ليّ الوقائع ، وتخيلاته في تفسير ما يعيشه من نكد ، وهم ، وتخلف ، وضياع ..
دمنة ، غاضبا : كلامك هذا كله تعميم ، في تعمية ، في تلبيس ، كلامك هذا يثير غضبي ، ويسيل له لعاب فضولي ، ألا تحدد ، وتبين ، وتفصل ؟ ألا تضع الإصبع على النقطة ، والنقاط على الحروف ، والحروف على الجروح ؟ أما كفاك ما نفذ من صبري ، وما تصرم من أعصابي ، وما هاج من دمي ، وما اهتز من جسمي ؟ أم تراك تلعب بأعصابي ، وتطرب لتحرقي ، وتنتشي بتعذيبي ؟
مهلاً ـ يا دمنة ـ إن في تفصيل أحوال هذا الرجل أضعاف ما في التعميم عنه ، وإنّ ما هدفت إليه من التعميم محاولة مني لتهيئتك للموقف ، وتفاديا مني لما أتوقع أن تصاب به من دوار ، وتخفيفا عليك من هول الصدمة .
دمنة : قل : فما عدت آبه ، وما عاد حسي ينجرح ، ولا فؤادي يتفطر ، ولا عيوني تحول ، ولا .. ولا .. ولا.. ولا جدران بيتي وسقفه تسقط على رأسي .
كليلة : خسر تجارة في هذا اليوم .
دمنة : هذا أمر يجري له ولكثير من الناس ، فما الأمر ؟
كليلة : لقد لعن مياه البحر ، وعيون الأنهار ، وسواقي البساتين ، وكل موضع فيه ماء .
دمنة : ولماذا ؟
كليلة : إن تلك المياه هي التي حوت السمك ، وحملت الصيادين ، فصاد الصيادون السمك من البحر .
دمنة : ثم ماذا ؟
كليلة : وحين صاد الصيادون السمك ، وجلبوه إلى العاصمة ، ظهرت رائحته ، وانتشرت بين الناس .
دمنة : ثم ماذا هداك الله ؟
كليلة : وحين انتشرت تلك الرائحة ، عرفوا أن سمكاً في السوق ، وحين علم الناس أنّ هناك سمكا في السوق اشتروا السمك .
دمنة : لقد نفد صبري ، ثم ماذا ؟
كليلة : إن شراء الناس السمك أشغلهم عن شراء ما في حانوته من قماش .
قاتل الله البحر ، كم هو غدار كم من طفل أغرقه ، وسفينة امتصتها قيعانه ، وجواهر أخفاها مرجانه ، ولم يكتف بهذا حتى غدر بي ، وكسدت بسببه تجارتي ، وجاعت على شواطئه عائلتي ، وتاهت في أمواجه شراعاتي .
دمنة ـ ضاحكا ـ : بقدر ما يغيض هذا الرجل فإنه يضحك ، ولقد كنت أكذب المقولة الشائعة : ( شر المصيبة ما يضحك ) حتى سمعت ما يجول في خاطر هذا .
كليلة ـ مقاطعاً ـ : إنّ هذا الرجل يدعو على من ابتدع الهاتف ، واخترع السلكي ، واللاسلكي ، ويهيب بالناس أمثاله أن يؤمنوا على دعائه ، إن قومي هؤلاء ـ مع الأسف ـ نائمون ، وهم عن عدوهم غافلون ، وفي غيهم سادرون ـ وإنا لله وإنا إليه راجعون ـ إن نظرهم لا يتجاوز مواضع أقدامهم ، وتفكيرهم منحصر في أمعائهم ، إنّ صنع الهاتف كان مؤامرة دنيئة على أمتنا نحن (بني كسل بن خيال بن نيام) هم يريدوننا أن نستعمل الهاتف لنصاب بالأمراض في كل موضع من أجسامنا : مرض في الأرجل ؛ لأن الهاتف سيمنعنا السير لإبلاغ ما نريد ، ومرض الأيدي التي تمسكه ، والآذان التي تسمعه ، والأفواه التي تلقنه ، والمرض هنا يجر المرض هناك ، والمرض هناك ينتقل إلى مكان آخر ، وهكذا ... أرأيت خبثهم ؟ أرأيت مكرهم ؟ وإذا مرضنا لم نستطع محاربتهم .
قال دمنة : ثم ماذا ؟
قال كليلة : فانبرى آخر من ( بني كسل بن خيال بن نيام ) ليقول لصاحبه وابن جلدته : أنت لم تعرف السبب كله ، والخبث أجمعه !! إنك نسيت ما هو أهم ، إنهم يريدون ـ خلاف ما ذكرت ، وبه تجملت ـ أن نشتري منهم الدواء ، وأن نذهب إلى أطبائهم ، فهم أعاقونا جسديا ، واقتصاديا .
ثم انبرى ثالث من ( بني كسل بن خيال بن نيام ) فقال : لقد نسيتما أمراً غاية في الأهمية ، وبالغ الدقة ، ولعله لدقته لا يتنبه له إلا النبهاء ، الأذكياء ، الملهمون !! ـ فتزحزح الرجل ، وكان متكئا ، فجلس ، ومدّ يده نحو شاربه ففتله ، وأخذ كأسه فشرب ، فاشرأبت له أعناق ( بني كسل بن خيال بن نيام ) وتسمرت نحوه عيونهم ـ فقال : تعلمون ـ يا قوم ـ أن عمر أرضنا إلى زوال ، وأن الشمس تهرم وأنها إذا هرمت ستتحول إلى غول ، وستلتهم أرضنا في حدود سبع مليارات سنة ، وأنهم بدؤوا يفكرون بالعيش في كوكب آخر ، ومن الكواكب المرشحة للانتقال إليها المريخ ، وهو يعملون على حل بعض الإشكالات التي لا تساعد على وجود الحياة في المريخ ، ومنها : انعدام الأوكسجين والماء ، البعد ، البرودة .. .
وأنا أعتقد أن المريخ أصغر حجما من الأرض ، وهو لا يتسع لنا ولهم ، فهم يريدون أن يقضوا علينا ، أو أن يبقونا متخلفين ، حتى لا نزاحمهم المكان .
قال دمنة : لقد تذكرت ، إن لواحد من ( بني كسل بن خيال بن نيام ) مقولة مشهورة ، ذهبت مثلا بين الناس ، تتداولها الألسنة ، على مرّ العصور ، ذلك أن قوما من الغزاة ، فكروا في أضعف الخلق عقلاً ، وأشدهم عجزاً ، وأكثرهم نوماً ، وأطولهم لساناً ، فوجدوه في قوم هذا الرجل ، قوم ( بني كسل بن خيال بن نيام ) فغزوهم ، وأخذوا منهم ما يريدون ، وبعد مدة من الزمن زارهم جيرانهم ، وسألوهم عما جرى ، وانبرى أحد الجيران ، فسألهم : هل فكرتم بسبب اختياركم من بين بني الأرض ؟ هل عرفتم مواطن الضعف التي أغرت بكم عدوكم ؟
فقام أحدهم قائلاً : أرأيت هؤلاء الخبثاء كيف يتآمرون علينا ؟ إن الخرق الذي في طبقة الأوزون مؤامرة دنيئة منهم ، وإن .. ، فقاطعه رجل من الجيران ، قائلاً : ألست من ( بني كسل بن خيال بن نيام ) ؟ قال الرجل : نعم . فقال الرجل الجار : فإني أشهد الله ، والملائكة ، والعالمين : الإنس والجن : إنكم أبناء شرعيون لأولئك القائل : ( أوسعتهم شتما ، وأودوا بالإبل ) .
- التفاصيل
- زين الدين بو حنيكة By
- مقالات -
- القراءات: 7057
لقد تعرضت الشرعية التي بدأت أزمتها لحظة الإستقلال واستمرت ..وتهيأ الشعب لفك عقدتها عشية أول إنتخاب بعد إقرار دستور فبراير 1989 ، تعرضت إلى عملية ذبح وإغتيال في ضوءالنهار عشية ذات يوم من شهر جانفي1992 ، وفجرت هذه العملية أخطر أزمة مأساوية أصابت الشعب الجزائري عبر تاريخه الطويل..
- التفاصيل
- د. طارق البكري By
- مقالات -
- القراءات: 67847
(تعريف التخييل لغة)
خَيَل: ( ) خال الشيء يخال خَيْلاً، وخَيْلَه, ويُكْسَران، و خاَلاً، وخَيَلاناً، مُحرّكةً، وَمخِيلَة ومَخَالَةً وخَيْلولة: ظنّه....
وفي التهذيب خِلْته زيداً خيلاناً، بالكسر، ومنه المثل:مَنْ يَسْمَعْ يَخَلْ أي يظن.
وخَيّل عليه تَخْييْلاً، وتَخَيُّلاً: وجه التُّهْمة إليه كما في المحكم.
- التفاصيل
- يحيى أبو زكريا By
- مقالات -
- القراءات: 20072
المعادلات و المفارقات التي يمكن تحويلها إلى عمل مسرحي أو سينمائي وتصلح الدراما و
الكوميديا في توصيف هذه الحالة.
ويمكن القول أن هناك عالما عربيا بدأ يتشكل في المنفى مع فروق بسيطة جدا, وبدل أن تشكل المحطة السويدية منطلقا لبناء رؤية جديدة و ربما منهج جديد في الحياة يجمع بين أصالتنا ومعاصرة السويد ,إلا أن نفس الأفكار ,المناهج والعادات ,الوسائل والذهنيات ,العصبيات والقبليات ,الطروحات والحزبيات ,المذهبيات والطرائق والخلافات الجهوية والقطرية انتقلت معنا بحذافيرها إلى الواقع السويدي الجميل .
مجموعات فرعية
الصفحة 413 من 432